وكالات - الاقتصادي - على طول الساحل الشرقي لجزيرة سردينيا، تختفي مملكة تافولارا، أكثر الأماكن المستقلة سرية في البحر الأبيض المتوسط وأصغر مملكة في العالم! حيث تمتد مملكة تافولارا على طول 5 كم ويحكمها صياد عجوز يبلغ من العمر 83 عاما ويُدعى “تونينو”.
وعند سؤالك لتونينو حول أصل المملكة وتاريخ بدايتها وتأسيسها، فستعلم أن الأمر بدأ عام 1807م عندما قَدِم جد جد جد تونينو الأكبر المعروف باسم “جوزيبي بيرتولوني” إلى الجزيرة وكان أول من سكن فيها واستوطنها. أما اليوم، فتحتفل تافولارا بذكرى تأسيسها الـ180، والمثير للاهتمام أن الملكة فكتوريا كانت قد أرسلت سفينة تابعة للبحرية البريطانية إلى الجزيرة للحصول على صورة للعائلة الحاكمة في تافولارا، ولا تزال الصورة حتى اللحظة في قصر باكنغهام بعنوان “أصغر مملكة في العالم”!
أما عن عوامل القوة التي جعلت المملكة تصمد حتى اليوم، فإن الناتج المحلي الإجمالي للملكة قوي نسبيا بفضل تنامي السياحة في الجزيرة. فقد أصبحت تافولارا أحد أهم وجهات الغوص في إيطاليا ويتدفق إليها الزوار لرؤية الماعز الجبلي النادر والذي يعيش على سفوح الجزيرة الجبلية.
أما عن مقومات الدولة، فهي مثيرة للطرافة نوعا ما! حيث يبلغ عدد السكان المحليون 11 نسمة فقط! وتجري انتخابات كل ست سنوات لاختيار حاكم المملكة على حد سواء من الذكور والإناث. كما تعتبر تافولارا مقصدا لعشاق السينما، حيث أنها موطن مهرجان الأفلام حيث تُعرض أفضل الأفلام الإيطالية كل عام.
وإن فكرت يوما في زيارة تافولارا للسياحة، فإن الملك تونينو بنفسه سيقوم بالترحيب بك ويُصر على دعوتك لتناول الطعام معه في مطعمه بالجزيرة الذي يحمل اسم “دا تونينو”. المملكة بحد ذاتها تشبه القصص الخرافية حيث يعيش السكان بسعادة وهناء مع ملكهم المبتسم طيلة الوقت