وكالات - الاقتصادي - دعنا نعود سويًا بذاكرتنا لسنوات ماضية، سنوات طفولتنا، لأحلامنا ونحن صغار، هل تتذكر ردك على السؤال التقليدي الذي كنا نسمعه كثيراً في طفولتنا، بما تحلم أن تكون عندما تكبر؟ بما رددت؟ هل كنت تقول دكتور أم مهندس أم طيار؟
وهل سمعت إجابة أخرى على هذا السؤال من طفل ما؟ فأنا مازالت متذكرة ردي على هذا السؤال… وهو دكتورة، وعندما كَبرتُ بعض الشيء وتشكلت أحلامي بناء على رغبتي، تغيرت إجابتي بعض الشيء لتكن دكتورة في فريق الدكتور العظيم مجدي يعقوب بسبب حبي له، أي نعم مات هذا الحلم مع ظهور نتيجتي في الصف الثاني الثانوي، ولكنه مازال عالقاً بالذاكرة.
عادة ما تكون هذه هي أحلام الأطفال ذات السبع سنوات، وهذا طبيعي بحسب الوعي الذي لم يكتمل، ولكن الطفلة كلوي بريدج ووتر، التي تعيش في هيريفورد، إنجلترا، غيرت كل هذه المفاهيم، برغبتها الالتحاق بعملاقة البحث الأمريكية شركة جوجل.
فقد كتبت الطفلة خطاب التحاقها بشركة جوجل بخط يدها قائلة:
“عزيزي رئيس جوجل، اسمي كلوي وعندما أكبر أود أن أعمل مع جوجل”. فمعظم الأطفال الذين يبلغون من العمر سبع سنوات أحلامهم أبسط من ذلك بمراحل، والبعض منهم في المجتمعات المختلفة تكون لطريقة تربيتهم وتنمية مهارتهم التأثير الأكبر علي أحلامهم، ولكنهم ليسوا كلوي التي أصبحت شغوفة بفكرة العمل في جوجل.
بعد أن قال أمامها ذات مرة والدها “Andy Bridgewater”، الذي يعمل حالياً في مجال مبيعات قطع غيار الثلاجات، إن جوجل ستكون مكاناً جميلاً للعمل، وذلك بسبب شهرتها العالمية والأعمال المتطورة التي تقوم بها، عندها قررت كلوي أنها تريد العمل هناك أيضا، خاصة بعدما كلمها والدها عن أنشطة الشركة وأراها بعض الصور لمقر الشركة في وادي السيليكون.
وسألت والدها ماذا تفعل لتلتحق بجوجل؟ فأخبرها أن ترسل لهم طلب وظيفة وها هي فعلت…
خطاب كلوي لرئيس جوجل
“عزيزي رئيس جوجل، اسمي كلوي، وعندما أكبر أود أن أعمل مع جوجل، وأرغب أن أعمل في مصنع الشوكولاتة وأصبح سباحة في دورة الألعاب الأولمبية أيضاً”، ثم قامت بعرض مؤهلاتها للوظيفة قائلة، أنها تحب الحواسب كثيراً وأن لديها تابلت يمكنها من خلاله التحكم في روبوت، وأن ذلك سيساعدها على تعلم كل شيء عن الحاسب.
وقالت: “أساتذتي يخبرون أمي وأبي أنني جيدة جداً في الصف، فأنا جيدة في الكتابة والقراءة”. ودعنا نقر أن الطفلة كلوي ولا والداها كانا يتوقعان الحصول على رد، ولكن حدث ما لم يتوقعوه وأكثر…!
فبعد أيام قليلة، حدث ما هو غير متوقع، تلقت كلوي رداً بتوقيع المدير التنفيذي لجوجل “ساندر بيتشاي” قائلاً:
“عزيزتي كلوي، شكرا جزيلاً على رسالتكِ، سعيد جدا لإنك تحبين الحاسب والروبوتات، وأتمني أن تستمري في تعلم التكنولوجيا، فأنا اعتقد إذا واصلتِ العمل بجد واتباع أحلامك، فسوف يمكنكِ إنجاز كل ما تضعينه بعقلك من أحلام… فأنا أتطلع إلى تلقي طلب عملك في جوجل، بعدما تنتهي دراستكِ…”
دعنا نثني على رد العبقري بيتشاي الذي شجع به طفلة صغيرة بأن تستمر بأحلامها وأن تعمل بكل جدية على تحقيقها، فليس هناك أدنى شك أنه في منصب كهذا لديه الكثير من الأعمال، ولكنه خصص جزءًا من وقته لتشجيع طفلة صغيرة أن تحلم وتحقق ما تحلم به.
لا شك أن هذه القصة مُلهمة جداً سواء لأطفالنا أم لآبائهم لأسباب كثيرة…
أولًا: كلوي الطفلة ذات السبع سنوات لا تملك حلمًا واحدًا فقط، بل هما ثلاث أحلام من الواضح أنها شغوفة بهم، وأنها تسعى لتحقيقهم.
ثانياً” “أندي بريدج ووتر” فهو نموذج لأب مثالي ولابد أن يكون مصدر إلهام للآباء في كل مكان، فهو أول وأكبر مشجعي ابنته على ما تحلم به، فكما أوضحت كلوي في رسالتها عدة مرات، إن والدها يشجعها دائمًا ويعلمها مهارات حياتي مفيدة بطريقة ممتعة.
فوالد كلوي بكل تأكيد هو مدرك تمامًا بحكم عمله وخبراته، أن المستقبل سيكون في مجال البرمجة والتطوير وكل ما له علاقة بالتكنولوجيا ، فلذلك يشجع طفلته بكل الوسائل على ذلك.