غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - أصبح المزارع في قطاع غزة أحمد الأدهم أكثر قدرة ووعياً في التعامل مع النظام الغذائي للأبقار، في ظل تلقيه دروس منتظمة في المدرسة الحقلية التي أقامتها منظمة أوكسفام، بعنوان "تسهيل وتنمية الزراعة الحضرية وشبه الحضرية للسوق المحلي في قطاع غزة" .
وتهدف المدرسة الى تعليم 210 من مربي الأبقار في خمس مدارس حقلية، ثلاث منها في وسط القطاع واثنتين في شمال القطاع بإشراف مهندسين مختصين في التعامل مع الأبقار لتقديم الوسائل العلمية والصحيحة لمربي الأبقار .
يقول الأدهم من مدينة بيت لاهيا أنه أصبح يملك القدرة على التعامل بشكل أفضل من السابق مع الأبقار، مشيراً إلى أن الأبقار أصبحت تدر كميات من الحليب أكثر من السابق في ظل تحسين النظام الغذائي للأبقار.
ويضيف "للاقتصادي" أنه تعلم كيفية اختيار الطعام الأفضل لماشيته إلى جانب تعلمه العديد من الأمور الهامة مثل البدائل المتاحة للتغذية باستخدام الموارد المحلية، فقد كان يجهل الكثير من الأمور الهامة في تغذية الأبقار قبل انتظامه في الدروس .
وقد اثر الحصار المفروض على قطاع غزة على القطاع الحيواني أيضا كبقية المجالات المختلفة، الأمر الذي دفع القائمين عليه بالبحث لمواكبة التطورات وإنشاء مدارس لتربية ورعاية المواشي لتبادل الخبرات والاستفادة لزيادة الانتاج.
ويبلغ عدد الأبقار الحلوب في قطاع غزة، 2500 بقرة تنتج 17 ألف طن سنوياً من الحليب، تغطي 15% فقط من احتياجات القطاع بحسب وزارة الزراعة الفلسطينية .
ومن جانبه يبين المهندس خلدون الشنطي منسق المشروع في حديثه مع " الاقتصادي" أن الهدف الأساسي من المشروع هو تطوير وتنمية السلسلة القيمة لقطاع الألبان في قطاع غزة والذي يعمل على تطوير قدرات مربي الأبقار ومنتجي الأعلاف الخضراء والفنية والإنتاجية.
وأوضح الشنطي أنه داخل المدرسة الحقلية يجتمع ما بين 10 إلى 15 مزارعا يناقشون مع المهندس الزراعي مشاكلهم التي تواجههم، ثم يقدم لهم أساليب جديدة لاستخدامها داخل مزارعهم، لافتا إلى أن الهدف الأساسي من المدرسة الحقلية هي التركيز على تطوير سلسلة القيمة على قطاع الاجبان.
وتقوم تلك المدارس الحقلية بتنفيذ عدد من التجارب الزراعية مثل زراعة نباتات المورينجا لأول مرة في قطاع غزة واستخدامها في تغذية الابقار لزيادة انتاج الحليب، وتدريب المزارعين على تكوين خلطات علفية تزيد كميات الإنتاج باقل التكاليف، و استخدام نظم زراعية توفر المياه وتقلل تكاليف الإنتاج، بالإضافة لعمليات التوعية الخاصة بالإدارة السليمة للمزرعة للحفاظ على سلامة المزارع والحد من انتشار الامراض المشتركة بين الانسان والحيوان.
ويؤكد المزارع سعيد الفليت من المنطقة الوسطى أنه أصبح يملك الخبرة في تكوين خلطات علفية وبأسعار أقل من السوق لتقديمها للأبقار بعدما استفاد من الدروس التي حصل عليها في المدرسة الحقلية.
ويشير إلى أنه بإمكانه التعامل مع تربية الأبقار بشكل أفضل من السابق والقدرة على فهم ممارسات وتصرفات الأبقار مع تكرار لقاءاتي بالمزارعين والمهندسين المختصين التي يتم خلالها تبادل الخبرات وتطبيقها في المزارع.