وكالات - الاقتصادي - في منزل تشارلز ولويز أوبراين المتواضع في مدينة توسون بولاية أريزونا الأميركية يوجد غرفتين تحتوي على أكثر من مليون حشرة، وهي مجموعة تُقدَّر قيمتها بـ10 ملايين دولار، في قبورٍ من الزجاج والرفوف منزلية الصنع. وهي تنحدر من كل قارةٍ وزاويةٍ في العالم، وجُمِعت على مدار أكثر من 6 عقود
أعلن الزوجان براين مؤخراً، أنَّهما سيتبرعان بمجموعتهما، وهي واحدة من أكبر المقتنيات الخاصة في العالم، إلى جامعة ولاية أريزونا.
وقال نيكو فرانز، عالِم الحشرات في جامعة ولاية أريزونا، إنَّ مجموعة عائلة أوبراين تُعَد بمثابة منجم ذهب للباحثين، وإنَّها ستُضاعِف المقتنيات الحالية للجامعة (من الحشرات). وتتراوح قيمة كل عينة من المجموعة من 5 إلى 300 دولار بحسب ندرتها، كما يقول فرانز، وربما تكون ألف حشرة من حشرات عائلة أوبراين “جديدة بالنسبة للعلم”.
وستساعد المجموعة العلماء على إضافة فرع كبير إلى شجرة عائلة الحشرات، وستكون مصدراً للعلماء الذين يدرسون الضوابط الطبيعية للبيئة.
بعد التخرُّج، شغلا سلسلةً من الوظائف في الجامعات، ودرسوا المكافحة البيولوجية، والعلاقات بين الحشرات، والنباتات، والبشر. وذهبا أيضاً لجمع الحشرات عبر 70 بلداً و7 قارات.
أشار تشارلز إلى أنه بحث في الجُزُر المتجمِّدة قبالة القارة القطبية المتجمدة (أنتاركتيكا) من أجل السُوس النادر، وقضى أشهراً في نيوزيلندا وجزر سليمان. وغرقت لويز في إحدى موجات المد العالي المفاجئة أثناء شقها لطريقها عبر شاطئ إحدى جُزُر خوان فرنانديز في تشيلي. وفي نيكاراغوا، قابلا رجلاً لم يسمع أحداً يتحدَّث اللغة الإنجليزية مطلقاً سوى الببغاوات، ولم يسمعها من بشري أبداً.
وفي فنزويلا، قالت لويز إنَّها كانت بالخارج في إحدى الليالي مع سيارتها تقوم بجمع الحشرات باستخدام ضوء مصباحٍ أسود وسفَّاطة، وهي عبارة عن جهاز للإمساك بالحشرات يحتوي على أنبوب، وشبكة، وإناء. وكان تشارلز في بِركةٍ يقوم بجمع الحشرات المائية حينما قفز رجلان من داخل الأدغال، الأمر الذي فاجأ لويز. وكانا قلقين من أنَّ الرجلين الأميركيين يرغبان في سرقة الكيامن، وهي التماسيح الأميركية الاستوائية الصغيرة. ونتيجة حالة عدم الثقة المتنامية، خرج تشارلز بعد ذلك من البِركة مُمسِكاً شبكة الحشرات بيديه، وأوضح أنَّهما كانا هناك من أجل جمع الحشرات.
وقالت لويز: “كانت حياةً مفعمةً بالمغامرة بالنسبة لتشارلي. ولقد كانت حياةً رائعة بالنسبة لي”.
لكن الآن فقد أصبح السن عائقاً في وجه الزوجين. إذ كسر تشارلز ظهره مرتين على مدار الأشهر الستة الأخيرة، ما جعل الزوجين يمكثان داخل المنزل أغلب الوقت. وقال: “بما أنَّنا لم نحظ بأطفال، أصبح هذا هو عمل حياتنا. إذ نعمل 7 أيام في الأسبوع، واعتدنا على العمل 14 ساعة، لكن تراجع معدل عملنا الآن إلى 10 ساعاتٍ يومياً”.
ويجلس الزوجان ويشاهدان التلفزيون في غرفة المعيشة، حيث يقومان بجمع وتصنيف العينات على مدى ساعات معاً، فيقومان بوضع ورقة تعريف اعتماداً على الهيكل الخارجي للحشرة، وتسميات مُفصَّلة للأنواع، والمجموعة، وما إلى ذلك. وقال تشارلز: “نحب ذلك كثيراً. حتى وإن صرتُ عجوزاً قليلاً للقيام بالعمل الميداني”.