غزة - الاقتصادي - الايام الالكترونية - وسط مجمع نفايات بمنطقة خربة العدس شمال شرق مدينة رفح، بدا أحد الشبان وكأنه غارقاً وسط مئات من شوالات الاسمنت الفارغة، من يراه من بعيد يظنه يعبث بها.
لكن بعد الاقتراب من الشاب العشريني، وكان يبدو مغبر الوجه والملابس، اتضح قيامه بأمر غريب، فقد انتهى لتوه من جولة على مصانع الطوب والخرسانة، وجمع منها المئات من الشوالات الفارغة، ليبدأ بعملية تشبه عصرها، للحصول على بقايا الاسمنت العالق فيها، وتجميعه، طمعاً في الحصول على كمية من الأسمنت لبيعها.
جمع بقايا الاسمنت
الشاب محمود جميل، كان يمسك شوال الأسمنت ويضعه داخل شوال بلاستيكي فارغ، ثم يبدأ بضربه بواسطة عصا صغيرة من كل الاتجاهات، فينزل ما بقي فيه من اسمنت، ثم يلقيه ويجلب غيره، وهكذا.
وبعد فترة من العمل الشاق، استطاع تجميع نحو شوالين ونصف الشوال من الاسمنت، وانطلق بها لبيعها لأحد المحال التي اتفق مسبقا معه.
وأكد جميل أنه يبيع كل كيلو اسمنت يقوم بتجميعه مقابل نصف شيكل، وغالباً ما ينجح كل يوم تجميع ما بين 100-120 كيلو من تلك السلعة، ويعود إلى بيته حاملا مبلغ يتراوح ما بين 50-60 شيكل.
وأوضح أنه ورغم صعوبة عمله، وتعرضه لغبار الأسمنت المؤذي، إلا انه سعيد وسيواصل جمع شوالات الاسمنت يومياً، فهذا أفضل بكثير من العمل في الأنفاق التجارية، والتعرض للخطر على مدار الساعة.
عتالو الليل
وينتظر العديد من الشبان فتح معبر رفح على فترات قصيرة ليبحثوا عن أرزاقهم بين الزحام، منهم من يبيع المشروبات والمسليات، وآخرون ينتظرون خروج المسافرين المنهكين من رحلة سفر طويلة، خاصة أولئك ممن يصلون من الجانب المصري في ساعات متأخرة من الليل، لمساعدتهم في رفع وحمل حقائبهم مقابل مبالغ من المال.
الشاب أحمد سويعد، أكد أن عمله يبدأ بعد التاسعة ليلاً، وهي ذروة عودة المسافرين الفلسطينيين من مصر، وينتظر قدوم العائلات المنهكة، فيقوم بنقل الحقائب من الحافلة للسيارة التي سيستقلونها، مقابل مبالغ متفاوتة تبدأ من خمسة شواكل وتصل إلى 20 شيكل، وأحيانا يجلب العائلات لسيارت أجرة مقابل نسبة يتلقاها من السائق بموجب اتفاق سابق بينهما.
وأكد سويعد أن عمله الجديد يدر عليه دخل قد يصل إلى 150 شيكل في الليلة الواحدة، لكن المشكلة تكمن بأن المعبر يفتح أيام معدودة على فترات زمنية متباعدة.
جمع بقايا المزارع
واختار شبان وحتى نساء ريفيات مهنة جديدة، تختلف عن سابقتيها كلياً، إذ يلجأوا إلى مزارع بطاطا وغيرها من المزارع التي انتهى حصادها، لجمع بقايا الثمار وبيعها، أو توفيرها كطعام لعائلاتهم.
ويقول الشاب إبراهيم موسى، وكان يغادر مزرعة بطاطا، إنه يبحث عن الأراضي التي تم حصادها، سواء بطاطا أو طماطم، وبعد مغادرة العمال، يدخل بفأسه إليها، ويبدأ بحفر الأرض بحثاً عن حبات البطاطا المتبقية، وغالباً يغادر بسلة ممتلئة.
وأكد أنه يبيع جزء منها لأحد الجيران، والباقي يعود به لأفراد عائلته، ليسهم في توفير خضروات لهم.