غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - لم تقف القيود المفروضة على قطاع غزة حائلا أمام ابداع المهندسين حسن الحلاق وأحمد أبو هدة، ولم يستسلما لويلات الحصار الذي يمنع الغزيين كل مقومات الحياة، ليخرج الثنائي من وسط الظلام بابتكار جديد يخدم قطاع التصوير في التقاط الصور الجوية الفنية والوثائقية.
"طير" أو "TER" هو اسم المشروع الجديد الذي شارف المهندسين على الانتهاء منه ، ويتكون من طائرة رباعية يتم التحكم بها عن طريق تطبيق على الهاتف النقال تم تصميمه خصيصاً للطائرة التي تطير على ارتفاع 150 متراً في جميع الاتجاهات، وتحمل وزن 6 كيلو جرام .
يقول المهندس أبو هدة أن بداية الفكرة جاءت من مشروع تخرجهم من جامعة فلسطين، وكان هدف المشروع ابتكار جهاز يكشف المعيقات التي تواجه السيارة في الطرقات، لكن الفكرة قادتهم لتصميم طائرة هي الأولى من نوعها على مستوى فلسطين تقوم بمهام التصوير بعيداً عن المجال الأمني.
ويتابع للاقتصادي :"جاهزية الطائرة اكتملت على الرغم من الصعوبات الكبيرة نظراً لعدة أعطال صاحبت مرحلة التصميم والتجريب، واستمر تصنيعها عامين كاملين بسبب عدم توافر الكثير من القطع اللازمة لصناعتها، الأمر الذي دفعنا للسفر لتوفير هذه القطع أو طلبها من مسافرين عائدين إلى غزة".
ويوضح ابو هدة أنه تم تغيير الكثير من عناصر الطائرة، فقد كانت تحمل أجنحة من الخشب في السابق، ولكنهما عملا على تهيئتها لحمل البلاستيك المقوى، ويعملان الان على تطويرها لتصبح قادرة على حمل أجنحة من الحديد.
ويشير إلى أن الحلم الذي انتظرا تحقيقه أصبح حقيقة، وسيتم تسويقها وبيعها للشركات المعنية بالإنتاج الفني والتصوير.
ويقول حسن الحلاق أنه يعمل برفقة زميله أبو هدة على ادخال بعض التعديلات وتطوير التقنية التي تعمل بها الطائرة لتصبح قادرة على العمل بالـ JPS، وإعطائها إحداثيات معينة قبل أن تعود لمكان انطلاقها، بهدف ابقاء السيطرة على الطائرة حتى لو خرجت من نطاق المساحة المحددة.
ويوضح الحلاق أنه بدأ بتجميع قطع الطائرة في عام 2014 قبل البدء بتركيبها وتجميعها بشكل كامل مع وصول القطع المطلوبة.
وتحمل الطائرة الان ماتورين يعملان بعكس بعضهما للحفاظ على توازنها وتفادي حدوث أي خلل في عمل الطائرة.
من الجدير ذكره أن هذه الطائرة هي الأولى في فلسطين، الامر الذي شجعهما على التفكير في انتاج عدد أكبر من هذه الطائرات في غزة، لتسويقها وبيعها للشركات المهتمة في ظل صعوبة استيراد هذه الطائرة من خارج قطاع غزة.