وكالات - الاقتصادي - على الرغم من أن العديد من التغييرات الجذرية قد طرأت على الأجهزة الإلكترونية، وعلى رأسها الحواسيب، إلا أن ترتيب لوحات مفاتيحها لم يتغير منذ 130 سنة
في ما يلي بعض الحقائق المثيرة للاهتمام، التي من الممكن أنك تجهلها حول لوحة المفاتيح.
من الذي اخترع لوحة المفاتيح؟
على الرغم من أن براءة الاختراع لآلة الكتابة تنسب للمهندس الإنكليزي هنري ميل وتعود إلى العام 1714، إلا أن الأميركي كريستوفر لاثام شولز هو الذي صمم آلة الكتابة الأولى في العام 1868، رفقة كارلوس غليدين وصموئيل جورج، التي حققت أرباحاً تجارية.
وفيما بعد، باع شولز ورفاقه الجزء الأكبر من حقوق الاختراع إلى شركة دينسمور، التي وقعت بدورها عقداً مع شركة ريمنجتون وأولاده في 1873 وبعد عام واحد، شرعت الشركة في بيع نماذجها الأولى.
لماذا يتم ترتيب المفاتيح بهذا الشكل الفوضوي؟
في بداية الأمر كانت حروف لوحة المفاتيح الإنكليزية مرتبة أبجدياً إلا أن هذه الآلية المستوحاة من أداء البيانو، كانت تتخللها مشاكل ومصاعب عند الكتابة بسرعة وعند المرور من حرف إلى آخر.
كيف يمكن حل المشكلة؟
كان الحل الأنسب يقضي بترك مسافة بين الحروف التي كثيراً ما تكتب وراء بعضها مثل حرفي "q" و"u"، وتوزيعها على الجوانب كي يتمكن مستخدم الحاسوب من استعمال كلتا اليدين في الكتابة، وبالتالي، مكنت هذه الطريقة مستخدمي الحاسوب من اتباع نسق متواصل وسريع في الكتابة.
وسجل أول ظهور موثق للوحة مفاتيح من نوع كويرتي، والحاصل على براءة الاختراع، في العام 1878.
وجاء الشكل الحالي للوحة المفاتيح نتيجة الدراسات التي قام بها باحثون في الجامعات اليابانية اعتماداً على الاقتراحات التي تلقتها الشركات من قبل مشغلي شفرة مورس، والذين كانوا في حاجة ماسة إلى الكتابة بسرعة فائقة.
علاوة على ذلك، توصلت البحوث إلى أن استراتيجيات شركة ريمنجتون، كان لها تأثير كبير في اعتماد لوحة مفاتيح كويرتي.
وعلى الرغم من أنه لم يثبت بعد أن لوحة مفاتيح كويرتي هي الأفضل، إلا أن العديد اعتادوا على استخدامها وتعودوا على ترتيب حروفها، وفضلاً عن ذلك، فإنه إلى يومنا هذا، حافظت أجهزة الكومبيوتر على لوحة مفاتيح كويرتي.
ماهي أول رواية كتبت بواسطة آلة كتابة؟
في الحقيقة، كان مارك توين من أول الأشخاص الذين اشتروا آلات الكتابة الأولى التي صنعتها شركة ريمنجتون في العام 1874، بثمن يقدر بحوالي 125 دولاراً.
وقد دون ذلك في سيرته الذاتية، وكتب "كنت أول شخص يكون له هاتف في المنزل لأغراض عملية، والآن فقد أصبحت أول شخص في العالم يستخدم آلة كاتبة من أجل تأليف رواية، وستحمل هذه الرواية اسم مغامرات توم سوير، وقد دونت نصفها الأول في سنة 1872 والنصف الثاني في سنة 1874".
ولاحقاً، صرح المؤرخ داريل ريهر أن روايته "الحياة على المسيسيبي"، هي أول ما كُتب بواسطة آلة كتابة.
ولكن، ومن المؤكد أن مارك توين كان سباقاً في استخدام آلة الكتابة.
تختلف لوحات المفاتيح من نوع كويرتي في بعض الحروف حسب البلدان. ففي اللغة الإسبانية هناك حرف Ñ الذي ليس موجوداً في باقي اللغات، ويحتل مكان نفس الحرف في البرتغال حرف ç ويأخد مكانه في ألمانيا حرف Z.
أما في لوحة مفاتيح أزيرتي فنجد في اللغة الفرنسية يحتل حرفا A و Z مكان Q و W على التوالي، كما يتواجد حرف M على يمين حرف L.
وفي العام 2016، أشرفت وزارة الثقافة الفرنسية على دراسة لتجديد لوحة مفاتيح أزيرتي، من أجل حل المشاكل التي تحملها هذه اللوحة عند كتابة علامة التنصيص "الظفرين"، بالإضافة إلى دراسة مشكلة غياب حروف خاصة بالفرنسية، مثل " æ "و" œ "، وكذلك، نظرت وزارة البحث في حلول لكتابة تلك الحروف أو حرف ç بالشكل الكبير.
هل هناك تصاميم أخرى للوحة المفاتيح؟
بالتأكيد نعم، ففي العام 1932 كُلف الأستاذ في جامعة واشنطن، أوغست دفوراك، بتطوير تصميم أفضل للوحة المفاتيح، وبعد أربع سنوات، تحصل دفوراك على براءة الاختراع بفضل اختراعه للوحة دفوراك المبسطة.
ويعتمد تصميم لوحة المفاتيح الجديدة على وضع الحروف الأكثر استخداماً في الصف الأوسط، وباقي الحروف الساكنة على الجانب الأيمن، ووضعت حروف العلة الخمسة على الجهة اليسرى.
وقد سمح هذا التصميم بالموازنة بين حركة اليدين خلال الكتابة، بطريقة تجعل الأصابع تتحرك بدرجة أقل من التي تكون عليها خلال استعمال لوحة مفاتيح كويرتي، ومع ذلك ما زالت تلك الأخيرة الاكثر استخداماً.
وفي العام 2006، صمم شاي كوليماك لوحة مفاتيح جديدة تحمل اسمه في محاولة منه لجعل الأحرف الأكثر استعمالاً متاحة للأصابع الأكثر قوة. فضلاً عن ذلك، يوجد تصميم آخر للوحات المفاتيح يسمى كالك، الذي طوره باحثون من جامعتي سانت أندروز ومونتانا تك ومعهد ماكس بلانك للبحث العلمي بهدف تطوير تطبيق للوحة مفاتيح مخصصة للأجهزة الذكية تتيح للمستخدم الكتابة بسرعة أكبر ودون ارتكاب الكثير من الأخطاء.
لماذا لم تتغير لوحة المفاتيح منذ وقت طويل؟
بالنسبة لملايين الأشخاص، تمثل لوحة مفاتيح كويرتي جزءاً من ذاكرة اللمس، ومن الممكن أن لا يكون هذا النوع من اللوحات الأفضل، إلا أنه هو الذي طغى على نظرائه من الاختراعات.
علاوة على ذلك، كانت لوحة مفاتيح كويرتي مصدر إلهام للمزيد من الابتكارات.
(هافينغتون)