غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - اكتسى محل عمر حمدي الخاص ببيع الزهور باللون الأحمر من هدايا وورود، تزامناً مع عيد الحب، الذي يعد واحد من أهم المواسم التي يُقبل فيها الغزيين على شراء الهدايا والورود.
حمدي بدأ منذ أسبوعين بتجهيز محله التجاري الذي يقتصر فيه البيع على الورود خلال الأيام العادية، إلا أنه يضيف لها الهدايا الخاصة بالمناسبات المختلفة مثل عيد الحب وعيد الأم ورأس السنة الميلادية، والتي تعد مواسم مميزة لأصحاب محلات الهدايا.
ويؤكد حمدي لـ "الاقتصادي" أنه يعمل منذ ليلة أمس على قدم وساق برفقة بعض العاملين لتجهيز المحل بأجمل صورة لكي يُقبل الزبائن على شراء الهدايا، مشيراً إلى أن مثل هذه الأيام تعتبر هامة لدى الكثير من الغزيين.
ويرجع حمدي أسباب الإقبال الكبير في السنوات الأخيرة على الاحتفال بعيد الحب، إلى الظروف الاجتماعية والحياتية الصعبة التي يعيشها الغزيين في ظل الحصار الخانق الذي يعيشه القطاع منذ عام 2006.
وأوضح أن المواطنين أصبحوا يلجأون للاحتفال في هذه المناسبات على وجه الخصوص مع من يحبون، لأنهم يجدوا فيها فرصة مواتية للتعبير عن حبهم في ظل انشغالات الحياة التي تسرق منهم الكثير من الوقت.
وألقت ظروف الحصار بظلالها على المواطنين في القطاع، وأثرت بشكل سلبي على مزارعي الورود الأمر الذي تسبب في تراجع زراعته وارتفاع أسعار الورود التي يتم جلبها من اسرائيل أو يتم زراعتها في قطاع غزة.
ويُضيف حمدي أنه وضع في حساباته منذ شهرين عدة عروض لبيع الهدايا لكي يزيد الإقبال على شرائها، خاصة وأن الفئات التي تقوم بشراء الهدايا والورود في هذا اليوم لا تقتصر على طبقة معينة من الناس بل أن جميع الطبقات تشترك في شراء الهدايا التي تختلف أسعارها حسب النوع والحجم.
على الجانب الأخر يضع وائل حسن عدة خيارات لنفسه من أجل الاحتفال بهذه المناسبة برفقة زوجته، فكلاهما يدركان أهمية الاحتفال بهذه المناسبة رغم الاوضاع المادية البسيطة.
ويبين حسن أنه لا يتوانى في شراء الهدايا لزوجته في مختلف المناسبات والتي تعد فرصة جيدة للاحتفال بها برفقة شريكة حياته، مستذكراً تلك الأيام التي عاشها في أعياد الحب التي سبقت زواجه برفقة زوجته الحالية والتي وصفها بالخالدة في داخله.
محلات بيع العطور في غزة كان لها أيضاً نصيب كبير في مثل هذه المناسبات خاصة وأن الكثير من المواطنين يقبلون على شراء العطور كهدايا يقدموها في مثل هذه المناسبات.
خيري صيام صاحب محل تركيب العطور يقول لـ" الاقتصادي" أنه بدأ منذ أيام عدة بزيادة كميات المواد الخام التي يستخدمها في تركيب العطور والتي تتناسب أسعارها مع الظروف الاقتصادي مع الكثير من الراغبين في تقديم الهدايا خاصة وأن الحصار جعل من الوضع المعيشي صعب للغاية.
ويؤكد صيام أن الكثير من التجار يحاولون استغلال مثل هذه المناسبات وحاجة والمواطنين ورفع الأسعار، داعياً التجار لمساعدة الناس ومراعاة ظروفهم خاصة وأن هذه مناسبة تعد فرصة للترويح عن النفس وتناسي الهموم الثقيلة التي يحملوها الغزيين.