قبل مدة من الآن نشرنا قصة السيدة الأمريكية التي اعتمدت على يوتيوب لبناء منزل الأحلام مع أبنائها، حيث اكتفت العائلة بمشاهدة مقاطع فيديو، والتي كانت كفيلة بمنحها خبرة عن كيفية البناء. وطب الأسنان ليس بعيدًا عن ذلك، ونذهب هذه المرة للشاب الماليزي “محمد إيروان” 25 عامًا من كونتان من ماليزيا، الذي اكتفى بمقاطع الفيديو والمجلات المتخصصة بطب الأسنان لاقتحام هذا المجال، تكللت هذه الخطوة بافتتاح عيادته الخاصة.
وبدلًا من قضاء ست سنوات في كليات طب الأسنان للحصول على المهارات اللازمة كي يصبح طبيبًا مرخصًا، قرر محمد أن يسلك طريقًا مختلفًا. فتعلّم ما يحتاجه الأمر لإجراء عمليات خلع الأسنان، ووضع التقويم، من موقع يوتيوب وقراءة المجلات الطبية المتخصصة بالأسنان. لا نعرف تحديدًا الوقت الذي استغرقه لاكتساب كل هذه المهارات، إلا أنه افتتح عيادة خاصة لكنها غير مجازة.
كان محمد يعلم أن ما يفعله لن يستمر طويلا، فقرر إغلاق عيادته نهاية العام المنقضي خوفًا من الملاحقة القانونية. ففي أواخر ديسمبر الماضي كشف أحد زبائنه أمره، وأنه ليس طبيب أسنان حقيقي، وتقدّم بشكوى للشرطة التي أغلقت العيادة بدورها، وتم تغريمه 9 آلاف دولار، كونه عرّض حياة المرضى للخطر.
وبشكل يثير الاهتمام، محمد ليس طبيب الأسنان المخادع الوحيد في تاريخ ماليزيا. ففي عام 2007، اعترف طبيب يبلغ من العمر 63 عامًا بأنه مارس مهنة طب الأسنان لـ 29 عامًا بدون أي تدريب طبي. وقد اكتسب هذه الخبرة جراء مرافقته لطبيب أسنان عسكري كان يحمل له حقيبته عند زيارته منازل عمال المزارع، في الفترة ما بين 1962-1978، والغريب أنه لم يكن في تلك الحقبة الزمنية يوتيوب أو غيره.
على الرغم من ذلك، فلا أحد ينكر أن البعض نجح في استخدام قنوات الإعلام الجديد وسخرها بشكل جيد، مثل اللاعب الكيني “جوليوس يجو” بطل العالم في رماية الرمح، والذي تحدّى الحالة المادية الصعبة، وتعلم الرماية عبر موقع يوتيوب.