رام الله- الاقتصادي- اثار اعلان رئيس مجلس ادارة شركة أورانج الفرنسية عن عزم المجموعة وقف تعاونها مع شريكها الاسرائيلي في الاتصالات بسبب انشطته في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة حالة من الغضب اذ مس بمسألة حساسة على صلة بصورة اسرائيل في العالم.
"وجه أورانج الاسود" عنونت صحيفة "اسرائيل هايوم" الواسعة الانتشار والمؤيدة لرئيس الوزراء اليميني بنيامين نتانياهو الى جانب صورة ستيفان ريشار رئيس إدارة المجموعة الفرنسية، و"أورانج لم تعد شريكا" كتبت صحيفة يديعوت احرونوت، مستفيدة من اسم الشركة الاسرائيلية "بارتنر" وتعني "شريك".
وكتبت مساعدة وزير الخارجية تسيبي هوتوفلي على الفور لريشار لمطالبته بلهجة جافة بتوضيح تصريحاته وحثه على عدم المشاركة في "مؤامرة الاكاذيب التي تستهدف اسرائيل ظلما".
واتهمت ادارة شركة الاتصالات الاسرائيلية بارتنر رئيس مجموعة اورانج الفرنسية بالرضوخ لضغوط المنظمات المناصرة للفلسطينيين. وقال اسحق بنبنيستي الذي سيتولى رئاسة بارتنر في الاول من يوليو لاذاعة الجيش الاسرائيلي "انا غاضب، غاضب جدا. اعتقد أن ما قاله هو نتيجة ضغوط كبيرة جدا من "المنظمات" المؤيدة للفلسطينيين".
ودعا بنبنيستي الاسرائيليين الى التحرك معتبرا ان تصريحات ريشار ليست مجرد هجوم على شركته وانما على دولة اسرائيل.
وقال "علينا ان نتحرك كبلد وان نولي هذا الموضوع اهتماما. اسرائيل تتعرض لهجوم في العالم. انهم يسعون الى عزلنا. ستيفان ريشار نفسه يخضع لهذه الضغوط"، ملمحا الى ان شركته قد تلجأ الى وقف استخدام علامة أورانج وصورتها وهو ما حصلت عليه بموجب عقد ترخيص من المجموعة.
وتصدرت تصريحات ريشار نشرات الاخبار في الاذاعات وعناوين الصحف ووصفت بانها تعبر عن الرغبة بالنأي عن انشطة الشركة الاسرائيلية في المستوطنات غير الشرعية بنظر القانون الدولي في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية المحتلتين.
من جهته، طالب رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو الحكومة الفرنسية بالتدخل السريع لمنع شركة "اورانج" للاتصالات بوقف تعاملاتها مع اسرائيل وفقا لما نشره موقع الاذاعة العبرية "ريشت بيت" اليوم الجمعة. وجاء موقف نتنياهو على أثر الاعلان الرسمي لشركة "اورانج" امس عن وقف تعاملاتها مع اسرائيل، داعيا كافة الدول الصديقة لاسرائيل في العالم للوقوف بحزم ضد كافة الدعوات التي تدعو لمقاطعة الدولة اليهودية. وسبق وصدرت تصريحات عن الخارجية الاسرائيلية تطالب الحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند بالتدخل ضد قرار شركة "اورانج" ، كون فرنسا تملك 25% من أسهم هذه الشركة العملاقة للاتصالات.
من جانبها، اكدت مجموعة اورانج الفرنسية للاتصالات في بيان لها رغبتها في انهاء عقد ترخيص العلامة مع شركة "بارتنر" الاسرائيلية للاتصالات رافضة الدخول في اي نقاش ذي طبيعة "سياسية" على خلفية القرار.
وقالت الشركة في بيانها ان "الهدف الاول لمجموعة اورانج هو الدفاع عن علامتها والحفاظ على قوتها في كل الاسواق التي تتواجد فيها. وهي ليس لديها اي نية للدخول بأي شكل من الأشكال في اي نقاش سياسي" في حين اثارت تصريحات رئيس المجموعة ستيفان ريشار الاربعاء في القاهرة غضبا في اسرائيل بعد الاعلان عن نية الشركة وقف نشاطها فيها.
ولم يشر ستيفان ريشار في القاهرة الى المستوطنات عندما اعلن عزم المجموعة الانسحاب من السوق الاسرائيلية.
وقال "انا مستعد للتخلي غدا" عن التعامل مع "بارتنر" لكن "دون تعريض اورانج الى مخاطر كبيرة" على المستوى القانوني او المالي. واضاف "الامر سيأخذ وقتا لكن سنقوم بذلك بالتأكيد".
وكان ريشار في القاهرة يزور شركة موبينيل المصرية التي تملك اورانج تقريبا جميع اسهمها.
وطلبت خمس منظمات غير حكومية فرنسية ونقابتان بينها "سي سي اف دي ارض متضامنة"، وجمعية فرنسا فلسطين تضامن، ونقابة "سي جي تي"، في نهاية مايو من اورانج "التعبير علنا عن رغبتها في فك ارتباطها والتنديد بما ترتكبه بارتنر من انتهاكات لحقوق الانسان".
وقالت هذه المنظمات في تقرير ان الشركة الاسرائيلية ومن خلال ممارستها انشطة اقتصادية "في المستوطنات الاسرائيلية تساهم في استمراريتها الاقتصادية وبقائها وتساعد بذلك على ادامة وضع يعتبره المجتمع الدولي غير قانوني".
وتصر أورانج ان ليس لها حق التصويت داخل الشركة الاسرائيلية وليس لها اي سلطة عليها وانه في ما عدا علاقتها بها، فليس لها اي اعمال او انشطة تجارية أخرى في اسرائيل.
وترتبط اورانج وبارتنر بعقد ترخيص يتيح للشركة الاسرائيلية استخدام علامة وصورة اورانج مقابل بدل مالي وقع في 1998 قبل سنتين من قيام فرانس تلكوم بشراء اورانج. وقامت اورانج قبل فترة قريبة بتعديل العقد وحددت مدته حتى 2025 بعد ان كان مفتوحا.
وهو عقد ترخيص العلامة الوحيد في العالم بين اورانج وشركة غير تابعة لها، في حين تتواجد المجموعة في 29 بلدا.
وقال رئيس مجموعة اورانج ان نية الشركة انهاء تعاملها مع الشركة الاسرائيلية على علاقة "بسياسة العلامة: سياستنا هي عدم منح ترخيص العلامة".
ولكن تصريحاته فسرت على نحو اخر في اسرائيل التي تشهد منذ بضعة ايام حراكا كثيفا بشأن صورتها في العالم حيث تتحدث حكومة بنيامين نتانياهو عن حملة منظمة لنزع الشرعية عن دولة اسرائيل مستعينا بجملة من الاحداث.
وتواجه اسرائيل حملة مقاطعة حققت بعض النجاح خلال السنوات الماضية تنظمها حركة "مقاطعة وسحب استثمارات وعقوبات" (بي دي اس) غير الحكومية لممارسة ضغوط اقتصادية وسياسية عليها بهدف انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية.
وبرز موضوع حملة المقاطعة خلال الايام الماضية بعد ان انضم الاتحاد الوطني لطلاب بريطانيا الى حملة حركة "بي دي اس" وواجهت اسرائيل مساعي الفلسطينيين لتعليق عضوية الاتحاد الاسرائيلي لكرة القدم, وابدى جامعيون اسرائيليون قلقهم من رفض جامعيين اجانب زيارة اسرائيل. واثار كل ذلك صيحات تندد بالمس بشرعية اسرائيل.
وعقد الكنيست جلسة طارئة لهذا الغرض . وقالت وزيرة العدل ايليت شاكيد "معاداة السامية ليست مقبولة سياسيا أما معاداة اسرائيل فمسألة أخرى".