غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - يترقب المزارعون نضوج ثمار الفراولة "التوت الأرضي" على أحر من الجمر لاعتبارها مصدر دخل جيد لجيوبهم في ظل التحديات التي يواجهونها من قبل الاحتلال.
ويبدأ موسم قطف الفراولة في شهر كانون أول/ ديسمبر من كل عام وتتركز زراعة الفراولة في شمال قطاع غزة وخاصة في بيت لاهيا والتي تعد الأشهر في زراعة الفراولة.
وتعد الفراولة واحدة من أبرز الفواكه التي يصدرها قطاع غزة لدول مثل الاتحاد الأوروبي، على الرغم من المعيقات التي تواجه المزارعين وتراجع المساحة المزروعة عن العام الماضي.
يقول المهندس عيد صيام رئيس قسم المحاصيل الزراعية في وزارة الزراعة للاقتصادي: "تعتبر المحاصيل التصديرية في قطاع غزة احد أهم اركان الزراعة الاساسية وهي مصدر رئيسي للمزارعين القائمين عليها و بالتحديد مزارعين الفراولة في منطقة بيت لاهيا"
وأضاف أن المساحة الإجمالية المزروعة بالفراولة في قطاع غزة 480 دونماً، منها 11 دونم مزروعة بالفراولة المعلقة، مشيراً إلى تراجع المساحة المزروعة بالفراولة عن العام الماضي والتي وصلت إلى 950 دونماً.
ويرجع صيام أسباب التراجع في المساحة المزروعة بالفراولة إلى ارتفاع تكاليف زراعتها، إضافة للإغلاقات المتكررة للمعابر الأمر الذي تسبب في انخفاض المساحة المزروعة.
ويوضح صيام للاقتصادي أن زراعة الفراولة في غزة، يتطابق مع نظام شبكات التسويق العالمي "جلوبال جاب"، حيث أن جميع المزارعين الذي يقومون بتصدير محصول الفراولة يحملون هذه الشهادة لمنتجهم والتي تعد تصريح دخول المنتجات لدول العالم.
وأشار إلى ان الوزارة توجهت إلى زراعة المنتجات غير التقليدية، مثل الفراولة في البيوت المحمية كتجربة جديدة لطريقة الزراعة الرأسية" المعلقة" في الحدائق المنزلية باستخدام الوسائل والانظمة الحديثة.
والعام الماضي تمت زراعة دونم واحد من الفراولة المعلقة، وزادت المساحة إلى 11 دونما هذا العام، لتميز الفكرة الزراعة وستشهد ازدياد في مساحة الزراعة خلال الأعوام المقبلة.
ويشير إلى أن الوزارة أعدت مشروعاً خاصاً بزراعة الفراولة المعلقة وقامت بالتواصل مع مهندسين من الداخل المحتل لمعرفة كافة التفاصيل الخاصة بها، وعقد ورشات عمل وندوات للمزارعين وعقد دورات تدريبية لشرح آليات الزراعة المعلقة.
ويواجه المزارعون العديد من التحديات في زراعة الفراولة خاصة مع ارتفاع سعر أشتال الفراولة التي يتم استيرادها من إسرائيل وتصل سعر الشتلة الواحدة إلى 12 شيكل، إلى جانب عدم السماح للشتلة الأصلية بالدخول الأمر الذي يجعلهم مجبرين على شراء الشتلة التي يتم استنساخها وهذا ما يقلل كميات الإنتاج.
ويعاني مزارعو الفراولة من صعوبات في التصدير حيث يتم اجبارهم على أن تبقى الفراولة في الشاحنات المخصصة لنقلها لساعات طويلة مما يؤثر على جودتها والأمر الذي يدفع الاحتلال لإعادة كميات كبيرة بدعوى أنها تالفة لافتا إلى ان ما تم تصديره إلى الاسواق الخارجية حوالي 600 طنا.
ويبين أن المساحات المزروعة بالفراولة تعود لـ90 مزارع فقط، داعياً المزارعين للعمل على تطوير مزارعهم والبدء بالتفكير جدياً بالعمل على تنفيذ زراعة الفراولة المعلقة والتي سيكون لها الكثير من العوائد الإيجابية.
ويتطلع مزارعو الفراولة في غزة الذين أصبحوا أقل بكثير عن ما كان عليه الأمر قبل عام 2006، إلى زيادة الاهتمام بمزارعي الفراولة خاصة وأنها تصل إلى أوروبا تحمل اسم فلسطين وهي خير سفير للزراعة الفلسطينية.