رام الله – الاقتصادي – ريم ابو لبن- "العسل المتوفر في السوق هو عسل مغشوش ".. هكذا وصف مواطن العسل الذي يباع في الأسواق الفلسطينية وتحديدا في مدينة رام الله، بعد أن تجول بين المحلات التجارية بحثاً عن عسل طبيعي لوالدته المصابة بمرض السكري، بعد أن نصحها الطبيب باللجوء لتناول العسل لاحتوائه على مواد تشبه الأنسولين القادرة على ضبط نسبة السكر بالدم . وبالمقابل يتقاعس النحالون على ضبط كمية محلول السكروز داخل الخلية لانتاج هذا العسل الطبيعي، ليتم تغذية الخلية من المحلول بنسبة تفوق المتعرف عليها عالميا والمحددة بنسبة 5 %، اذ يزيدون جرعة السكر لزيادة الانتاج وخاصة في فصل الشتاء، غير أن التجار يتلاعبون في عملية تصنيع العسل واضافة الصبغات لينتج عسلا مغشوش يباع في الأسواق.
" انا لا أشعر بالارتياح والطمأنينة أثناء شراء العسل، مع أنه مفيدٌ للصحة وشافي للكثير من الأمراض، ولكن اين أجد العسل الصافي الشفاف النظيف؟ " هذا ما تساءل عنه المواطن عادل ترتير في حديثه لـ"الاقتصادي".
وأضاف "لا يوجد لدي خطة سحرية واضحة لأميز العسل المغشوش من الطبيعي، ولكن عندما الاحظ أن العسل أكثر لزوجة ما ينبغي، ولونه مشابه للسكر العادي حينها يمكن ان اقول ان هذا الغسل " مغشوش".
"ليس لدى المواطن القدرة على تمييز العسل المغشوش " هذا ما أشار اليه النحال نضال النوباني، حيث أكد أهمية اللجوء للمختبرات واجراء التحاليل المناسبة لعينات العسل للتأكد من جودته، منوهاً الى أن هذه الطريقة مفيدة لكميات قليلة من العسل اذ قال " من الصعب اجراء الفحوصات لكميات كبيرة من العسل خاصة أن اجراء الفحص يكلف ما يقارب 300 شيقل". اذا يتم الاعتماد هنا على الخبرة الشخصية لمتذوقي العسل ولديهم خبرة طويلة في العسل .
وأضاف النوباني "عند تناول العسل يدرك المستهلك طعم شمع النحل حيث يدل هذا على أن العسل اتى فعلا من قرص العسل، اضافة الى أن نكهة العسل دالة على مصدره إن كان عسل موالح أو برسيم أو قطن حيث تظهر النكهة بوضوح في العسل".
يلجأ بعض النحالين إلي تغذية النحل قبل قطف المحصول على شراب البيبسي كولا والذي يخزنه النحل مع العسل فيكسبه طعم خاص وكذلك اللون البني، كما يتم إضافة العسل الأسود الى عسل النحل لاكسابه اللون والطعم المميزين، ومثل هذه الأعسال تسقط في اختبار المواصفات والمقاييس ولكن تسويقها يتم بطريقة شخصية.
تتنوع طرق التلاعب في نوعية العسل وتركيبه، والمواطن يغفل آلية تمييز العسل المغشوش من العسل الطبيعي، وكثير من المواطنين أشارو في حديث للاقتصادي "انه ليس لدينا القدرة في تميز العسل المغشوش، ونحب نبحث عن السعر المنخفض وليس الجودة".
" ومن أراد عسلا جيدا عليه ان يبحث عن مصدر موثوق" هذا ما نوه اليه مربي النحل نضال النوباني حيث أكد على ضرورة شراء العسل من نحال صاحب سمعة جيدة ومعروف، ويأخذ المستهلك العسل مباشرة من النحال".
والمتداول بين الناس إجراء فحوصات بيتية للعسل هي ليست دقيقة لكشف العسل المغشوش وهي
1. غمس عود الثقاب في العسل ومحاولة إشعاله، فإذا اشتعل العود دل ذلك على أن العسل جيد، واذا لم يشتعل دل ذلك على أن العسل مخلوط بالماء، وهذا الاختبار لا يمكن الاعتماد عليه حسب ما ذكر النوباني لانه يكتفي لحساب نسبة الرطوبة في العسل وليس مقياسا للجودة.
2. اختبار آخر يعتقد الكثيرون أنه يعتمد على نظرية التوتر السطحي وذلك بإلقاء قطرة من العسل على الرمل، فإذا تكورت هذه القطرة فان ذلك يعنى أن العسل سليم، وإذا لم تتكور فمعنى ذلك أنه عسل مغشوش, وهذه الفكرة أيضاً خاطئة .
3. اختبار آخر، تعود كثير من المستهلكين إجراءه إذا تم غمس ملعقة في العسل وسحبها إلى أعلى فإنها تعمل مع سطح العسل خيط لا ينقطع، ولكن إذا انقطع هذا الخيط فان ذلك يدل على أنه عسل مغشوش، وهذا الاختبار غير سليم لأن ذلك يعتمد على نسبة الرطوبة في العسل (المحتوى المائي) وهذا العسل لزج جداً ويكون خيطاً لا ينقطع، لذلك فانه لا يمكن الاعتماد على هذا الاختبار.
وهناك طريقة ملفتة ولكنها غير مجدية كان يتبعها بعض الأشخاص لتمييز العسل المغشوش كما ذكر تاجر العسل فادي صوالحة، بعد أن أكد على اقوال النحال نضال النوباني بأن افضل الطرق لمعرفة العسل المغشوش هو فحصه عبر المختبرات واجراء التحاليل والاعتماد على تذوق المواطن.
وهذه الطريقة الملفتة مفادها احضار عينة من العسل ووضعها في صينية شكلها كروي، فإن تشكلت عين سداسية تأكد لدى المستهلك بأن العسل عسل طبيعي، وان تشكل العسل بطريقة غير منتظمة النتجة " عسل مغشوش".
وأضاف صوالحة يمكن التأكد من جودة العسل الطبيعي عن طريق وضعه في الثلاجة فإن العسل الطبيعي يتجمد مثل " السمن"، أما المغشوش يتبلور مثل حبات السكر اذ انه يحتوي في تركيبته على نسبة زائدة من السكر أو احتواءة على مادة سكرية مثل العصير أو التمر .