القدس المحتلة –الاقتصادي –ياسمين أسعد -

يعمل الحاج ياسر طه  (67 عاما) وهو صاحب محلات ابو شكري للفلافل في البلدة القديمة بالقدس في صنعة الفلافل منذ عام 1948 أي ما يقارب  65 عاما

يقول كنت اعمل مع والدي أبو شكري وهو من علمني صنعة الحمص والفلافل، والآن عملت على تحسينه وتطويره واعمله لاولادي واحفادي". 

ويوضح طه أن محله ناجح كون الفلافل أكلة شعبية رخيصة الثمن وهي في متناول يد الجميع خاصة الطلبة محدودي المصروف، ناهيك عن قيمته الغذائية الغنية بالبروتينات. 

وعن اقبال الشباب المقدسيين للعمل في صنعة الفلافل يقول الحاج ابو مروان لـ "الاقتصادي": إن صنعة الفلافل مربحة  ولولا ذلك لا نجد بسطات الفلافل في ازدياد ملحوظ، نظراً  للوضع الاقتصادي السيء في القدس والناجم عن الحصار والحياة المعيشية الصعبة، لذلك اشجع الجميع للعمل به لتحصيل لقمة العيش ".

ويشتكي الحاج طه من ضعف اقبال الزوار الفلسطينين من الضفة والشمال وكذلك السياح الى البلدة القديمة، الامر الناتج عن سياسيات الاحتلال الخانقة من منع اهالي الضفة من الوصول للقدس، وكذلك شركات السياحة الاسرائيلية والتي توجه السائحيين إلى الأسواق الاسرائيلية، ما يلحق الضرر الجسيم في ارباحه.

" تراجعت ارباحي الى أكثر من 70% ووصلت أحيانا إلى الصفر وذلك نتيجة الأحداث السياسية التي وقعت مؤخرا بالقدس من اشتباكات واقتحامات للمسجد الاقصى والتي أثرت على المحال التجارية كافة في البلدة القديمة".

وعن تكاليف الإنتاج مقارنة بالارباح في البسطات والمحلات، بين صاحب محلات ابو شكري أن "صاحب البسطة تكاليفه بسيطة جداً وخوفه فقط من البلدية الاسرائيلية التي تمنع تواجده وتخالفه، لكن صاحب المحلات خاصة في القدس لديه التزامات وتكاليف عمال وضرائب، مشيرا إلى أن ضريبة الارنونا وصلت الى نصف مليون شيقل وكذلك ترخيص وزارة الصحة (2000) شيقل سنوياً، وبالتالي ارباح البسطات افضل بكثير".

وفي الاطار ذاته، يقول عدي الشاويش (26 عاماً) لـ"لاقتصادي" وهو صاحب بسطة لبيع الفلافل في شارع صلاح الدين- "البسطة بتسلك امور الشباب وجيدة لمن يريد تحصيل دخل ومصروف يومي معقول، لكني لا اكتفي بها فانا أعمل في  بيع الفلافل والكعك صباحا وامتهن مهنة اخرى مساءً ".

ويقول الشاويش حول ملاحقة البلدية الاسرائيلية له، إن بسطته موجودة منذ 45 عاما ولذلك يسمح له بدفع 130 شيقلا شهرياً كترخيص مؤقت.

 ويوضح اسامة الرازم (36 عاما) وهو صاحب بسطة فلافل وكعك في منطقة باب العامود" ارباح البسطات تختلف حسب موقع البسطة فتتراوح بين 200 - 300 شيقل يومياً، لكن البلدية الاسرائيلية لا تسمح بفتح البسطات وتخالف بحدود 500 شيقل في حال وجدت البسطة في مكان مخالف". 

ويضيف أبو فرحات السلايمة (55 عاما) أن "بسطات بيع الفلافل جيدة من ناحية الدخل نظراً لاقبال الناس عليها، ورغم انني لا ادفع ترخيص الا أن البلدية تعلم بأن البسطات لا تحقق الكثير من الأرباح  فلا تلاحق العديد منهم".

وحول سؤال المواطنين عن مدى اقبالهم على اكل الفلافل، قالت المواطنة رزان ابو غوش لـ"الاقتصادي": "أتناول الفلافل في كل الأوقات، كما انها طيبة لكني افضل تناولها في مطعم وليس من البسطات". 

ويقول المواطن ابو فادي الشرفا إن الفلافل أكلة شعبية معروفة وباستطاعة الجميع تناولها ولذلك تفتح البسطات لرخص التكاليف المنتجة لها وعدم حاجتها لرأس مال كغيرها من المشاريع.