وكالات
لم يترك التراجع الحاد في أسعار النفط أثراً كبيراً على الاقتصاد العالمي فحسب، وإنما أرخى بظلاله أيضاً على الأثرياء الروس، ولاسيما أن العديد من هؤلاء كانوا قد أثروا على خلفية ارتفاع أسعار السلع.
فوفقاً لإحصاءات العام 2014 من مؤشر (Wealth-X and UBS Billionaire Census)، المعني بإحصاء الثروات، فإن صافي ثروة العديد من المليارديرات الروس البالغ عددهم 114 شخصاً على هذا المؤشر تأثّر كثيراً نتيجة تراجع إيرادات النفط وقيمة ممتلكاتهم في الشركات المرتبطة بإنتاج النفط.
وقد زاد الطين بلّة فرض العقوبات على روسيا نتيجة لضمّها لشبه جزيرة القرم ودورها في النزاع الدائر في شرق أوكرانيا، والتراجع في قيمة الروبل الروسي، وما نجم عن ذلك من ارتفاع هائل في التضخم.
فقد أسهمت هذه العوامل جميعها في دخول الاقتصاد الروسي في حالة انكماش هذا العام.
ومن بين المليارديرات الأكثر تأثراً نتيجة لتضافر هذه العوامل هو أليشر عثمانوف، صاحب أسهم الأغلبية في شركة التعدين “Metalloinvest”، وأحد أغنى أغنياء روسيا. فقد خسر عثمانوف 4.5 مليارات دولار خلال الفترة الواقعة بين مارس/ آذار 2014 وديسمبر/ كانون الأول 2014 أي ما يمثّل 25% من ثروته.
وشملت قائمة “الضحايا” الآخرين لتراجع أسعار السلع ميخائيل فريدمان، رئيس شركة الاستثمار “Alfa Group”، الذي فقد 2.7 مليار دولار، أي ما يعادل 18% تقريباً من ثروته خلال الفترة ذاتها.
لكن الملياردير الروسي التي تعرّضت ثروته إلى أكبر ضربة قاصمة في 2014 فقد كان ليونيد ميخيلسون، رئيس شركة الغاز “Novatek” والرئيس التنفيذي لها، والذي خسر 7 مليارات دولار، أي 40% من صافي ثروته.
ومن بين الأعضاء الآخرين للنادي الحصري للمليارديرات الروس والذين شهدوا هبوطاً في ثرواتهم جاء كل من فلاديمير ليسين، رئيس “Novolipetsk Steel” وأكبر المساهمين فيها؛ وآندريه ميلنيشينكو والذي يمتلك مصالح في قطاعي التعدين والأسمدة؛ وسيرجي غاليتسكي، مؤسس ومالك شركة “Magnit” لتجزئة المواد الغذائية، والذين تفاوتت خسائرهم.
وإضافة إلى هؤلاء، فإن جيرمان خان، الرئيس التنفيذي لشركة النفط “TNK”، وميخائيل بروخوروف الذي يمتلك الصندوق الاستثماري “ONEXIM Group” ونادي بروكلين نيتس في رابطة كرة السلة الأمريكية تكبّدا الخسائر أيضاً في ثروتيهما.
ورغم أن مليارديرات روسيا يعتبرون أبرز الأمثلة على تراجع ثروات الأثرياء جرّاء الهبوط الحاد في أسعار النفط، إلا أن الأمر ليس ظاهرة روسية فقط.
ففي ديسمبر/ كانون الأول 2014، زعم هارولد هام، الرئيس التنفيذي لشركة “Continental Resources”، ومقرّها أوكلاهوما في الولايات المتحدة، وخلال إجراءات طلاقه، بأن التراجع في سعر النفط جعله يفقد 10 مليارات دولار من صافي ثروته.
وكانت أسعار النفط قد ارتدت في الآونة الأخيرة إذ يبلغ سعر النفط حالياً ما يقارب 64 دولاراً في حالة خام برنت وما يقارب 59 دولاراً في حالة الخام الأمريكي.
وفي حال ظلت الأسعار منخفضة لفترة طويلة، فإن المليارديرات الروس قد يتكبّدون المزيد من الخسائر.