وكالات - الاقتصادي - سواء كنت تجيد ألعاب الفيديو أم لا، دعنا نتفق أن ألعاب الفيديو تشكل جزءًا مهمًّا من حياة أي شخص في العالم، سواء كان يتقاطع معها مباشرةً عن طريق اللعب، أو بشكل غير مباشر كالآباء الذين عليهم توفير هذه الألعاب لأولادهم على سبيل المثال.
ألعاب الفيديو لا تعني فقط المنصات المخصصة لهذا النوع من الألعاب، مثل البلاي ستيشن، المفهوم أوسع من ذلك، إذ يشمل حتى الألعاب المتوفرة على الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية. هناك ملايين عشرات الآلاف من الألعاب تُنتج كل عام، سواء كانت هذه الألعاب مخصصة لمنصات معينة، أو على هيئة تطبيقات للهواتف الذكية، فإن وراءها صناعة ضخمة للغاية نرصد اليوم بعض الحقائق المهمة عنها.
على غير المتوقع، ليس المراهقين أو الشباب من الجنسين، هم من يمثلون متوسط أعمار معظم مقتني ألعاب الفيديو، إذ تقول الأرقام، إن متوسط أعمار معظم مقتني الألعاب، الثلاثينات. وهذا يعني أنهم غالبًا تخرجوا من الجامعة، وبعضهم بدأ بالفعل في الاستقرار وتأسيس أسرة. المثير أكثر، أن النسبة الأكبر على الإطلاق، تقع أعمارهم تقريبًا حول 36 عامًا، وما يقارب نصف هؤلاء من النساء.
واحدة من كبرى الشركات المتخصصة في عالم إنتاج ألعاب الفيديو، لم تبدأ عملها في المجال التقني، وإنما كانت شركة مشهورة لبناء المنازل في الصين. قامت هذه الشركة بشراء منصة ديان الصينية لإنتاج ألعاب الفيديو، بمبلغ وصل إلى 960 مليون دولار أمريكي.
تعد هذه الشركة الآن، من أكبر الشركات المنتجة لعدد من أشهر ألعاب الفيديو حول العالم، مثل المزرعة السعيدة التي غالبًا وصلك إشعار للانضمام إلى لاعبيها على الفيس بوك.
حوالي ما يزيد عن نصف سكان الولايات المتحدة الأمريكية، يمتلكون في البيت، على الأقل، منصة واحدة متخصصة في ألعاب الفيديو، وما يقارب 60? من هؤلاء يفضلون اللعب من خلال منصات متخصصة، وليس عن طريق أجهزة غير مخصصة لألعاب الفيديو، مثل الهواتف الذكية أو الحواسيب الشخصية؛ مما يجعل معدلات مبيعات منصات الألعاب في الولايات المتحدة من أعلى المعدلات في العالم على الإطلاق.
منصة للألعاب المشهورة بلاي ستيشن، والتي تقوم بصناعتها شركة سوني العملاقة، كانت في الأساس منصة مصممة لصالح شركة نينتيدو التي كانت تمتلك منصة الألعاب «أتاري»، كان من المفترض أن تساعد شركةُ سوني شركةَ نينتيدو في تصميم وتصنيع الجزء الداخلي من الجهاز، لكن بعد مدة من الوقت غيرت شركة نينتيدو رأيها، ولم ترغب في إنتاج البلاي ستيشن، وقررت شركة سوني الاستمرار، وأصبح لها الحق في امتلاك كافة حقوق إنتاج وتوزيع الجهاز.
حجم صناعة ألعاب الفيديو حول العالم يقدر تقريبًا بحوالي 70 مليار دولار سنويًّا، هذا يشكل تصنيع وتوزيع وأرباح هذه الألعاب، معظم هذه العوائد ترجع إلى مُصنعي المنصات وكبرى الشركات التي تنتج هذه الألعاب وتبيعها حول العالم، للحصول على نسبة أكبر من السوق تتنافس المنصات فيما بينها لعقد شراكات مع أفضل شركات الإنتاج في العالم من أجل إنتاج ألعاب معينة حصريًّا لتناسب منصات معينة.
عدد كبير من المهتمين بألعاب الفيديو حول العالم يلعبون القمار عن طريق الإنترنت من خلال تطبيقات ومواقع متخصصة، الكازينوهات الإلكترونية تساهم بنسبة كبيرة من أرباح هذه الصناعة، متوسط أعمار لاعبي القمار عن طريق الإنترنت حوالي 45 عامًا، ومعظمهم من النساء، بلغ حجم الأموال المتداولة في ألعاب القمار عن طريق الإنترنت في الصين وحدها ما يقارب ثلاثة مليارات دولار أمريكي العام الماضي.
في مارس (آذار) عام 2014، وصل عدد لاعبي تطبيق الهواتف الذكية المشهور كاندي كراش إلى ما يقارب 408 ملايين لاعب حول العالم، هذا الرقم يشمل فقط اللاعبين الذين دخلوا على التطبيق لمدة طويلة من الزمن ومارسوا اللعب عدة مرات، ولا يشمل أعداد الناس الذين حملوا التطبيق فقط، أو لعبوا عددًا محدودًا من المرات.
حوالي 46? من الألعاب التي تُنتج حول العالم يتم تصنيفها كونها مناسبة لأي شخص، وهذا يعني أنها مناسبة للأطفال والمراهقين كذلك، يتداخل الآباء بشكل كبير في اختيارات أبنائهم للألعاب، وبالتالي من مصلحة الشركات إنتاج ألعاب تناسب جميع الأعمار والفئات، على الرغم من ذلك، النصف الآخر من الألعاب يحتوي إما على مشاهد جنسية، وإما مشاهد عنف يتم تصنيفها عادة على أنها غير مناسبة للأطفال، وقد تؤدي إلى مشاكل نفسية على المدى الطويل.
للحد من مخاطر ألعاب الفيديو تضع الكثير من الدول قوانين تحدد المشاهد التي يمكن بثها عن طريق ألعاب الفيديو، في أستراليا على سبيل المثال يتم التعامل مع مشاهد تعاطي المخدرات في ألعاب الفيديو، كما يتم التعامل مع مشاهد اغتصاب الأطفال من الناحية القانونية، يوجد كذلك في الصين مرض يسمى إدمان ألعاب الفيديو، وهناك منصات متخصصة لمعالجة الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض.
واحدة من الكليات في مدينة شيكاغو الأمريكية كانت أول من نظّم مسابقة رسمية لألعاب الفيديو حول العالم، ينتشر الآن هذا النوع من المسابقات، وأشهرها كأس العالم للعبة فيفا؛ حيث يتنافس عدد من أفضل لاعبي فيفا حول العالم للحصول على كأس عالم كرة القدم الافتراضي، من الجدير بالذكر أن الفائز بالجائزة هذا العام من أصل عربي.