قد يكون الأمر مستغربًا لدى البعض، لكن بقبول فكرة ظهور تغيّرات على الجسم في بداية المرض، تسبق وجود الأعراض التي يمكن ملاحظتها، ستصبح المسألة أكثر فهمًا. ففي التشخيص الطبي، تُستخدم اختبارات وفحوص مثل تحليل الدم للكشف عن علامات فسيولوجية مبكرة للإصابة بمرض أو عدوى.
هذه التغيّرات الجسدية يقوم الدماغ برصدها أيضًا على مستوى اللاوعي، وهو ما تتم ترجمته لاحقًا إلى ما يُسمى بالأحلام التنبؤية بالبوادر الصحية (Prodromal Dreams) وهي التي تتنبأ بالمرض قبل ظهور الأعراض. تلك الأحلام قد تكون مفيدة للقيام بتدخل مبكر لعلاج المرض.
ولتوضيح هذا الأمر، سنأخذ مثالًا وهو نزلة برد قادمة، فبمجرد أن يتعرّف الجهاز المناعي على وجود الفيروس، تبدأ التغيّرات الفسيولوجية تأخذ مكانها، مثل التهاب الحلق، أو قد يستغرق الأمر بعض الوقت كي تكون التغيّرات ملاحظة. في بداية الفيروس، وقبل ظهور أي أعراض جسدية، فقد تحلم بكابوس تشعر فيه بالاختناق، فتستيقظ منزعجًا، هذا هو تمامًا ما نُطلق عليه الحلم التنبؤي بالبوادر الصحية. يتضمن هذا الحلم صورة لردة فعل الجسم ضد الفيروس، وهي شعور الاختناق، والحلق الملتهب. إن أُخذت هذه الإشارات على محمل الجد، فقد يساهم ذلك في احتواء المرض من بدايته، واتخاذ التدابير اللازمة.
أكثر الطرق وضوحًا لكشف الأحلام عن علامات تحذيرية للأمراض، من خلال الصورة المتكررة لآلام الجسم والإصابات. وبشكل عام، الملامح المشتركة لأحلام الأمراض الجسدية قد تشتمل على زيادة تكرار الحلم، وزيادة الخوف والضيق، وكذلك زيادة أحلام العنف. كما تمت دراسة هذا النوع من الأحلام وعلاقتها بأكثر الأمراض خطورة، بما في ذلك السرطان والأمراض العصبية.
وفقًا لأبحاث في مجال الأعصاب، فإن الأحلام العنيفة والعدوانية علامة تحذيرية لأمراض عصبية مثل الزهايمر وباركنسون، وقد تظهر أحيانًا قبل 10 سنوات من تطور الأعراض، مثل فقدان الذاكرة. وبأخذ الأحلام التنبؤية بعين الاعتبار، فقد تساهم في اتخاذ التدابير الوقائية لمجموعة كبيرة من الأمراض.
ليس القصد من هذا الموضوع بث الخوف أو زيادة الوساوس، إنما من الجيد إجراء الفحوص الدورية، وعدم إهمال أي علامة قد تساهم في علاج أية أمراض بشكل سريع.