وبحسب الدراسة المنشورة في (Psychological Science) فهناك جين يجعل البعض يدرك الأحداث العاطفية خاصة السلبية منها بصورة أكثر وضوحًا من غيرها. ويُسمى هذا الجين (ADRA2b) والذي يؤثر على الهرمون والناقل العصبي نورإبنفرين، والذي وُجد سابقًا أنه يلعب دورًا في تشكّل الذكريات العاطفية، وتصور الوقت الحقيقي.
خلال الدراسة عُرضت على المشاركين كلمات سلبية وإيجابية ومحايدة في تعاقب سريع، فالأشخاص الذين لديهم الجين، (ADRA2b) كانوا أكثر إدراكًا للكلمات السلبية من غيرهم، في حين أن المجموعات الأخرى كانت أكثر استعدادًا لإدراك الكلمات الإيجابية.
هذه هي الدراسة الأولى التي تجد أن هناك جين قد يكون السبب في سلبية بعض الأشخاص. هؤلاء الأشخاص أكثر قدرة على تمييز الوجوه الغاضبة من بين الحشود، وأكثر قدرة على ملاحظة المخاطر المحتملة، كأماكن الانزلاق، أو الصخور المعرضة للسقوط بدلًا من مشاهدة جمال الطبيعة.
تُسلط هذه الدراسة الضوء على الطريقة التي ترتبط بها الجينات بعوامل أخرى مثل التعليم والثقافة والمزاج لتؤثر على الفروق الفردية في الإدراك العاطفي والذات الإنسانية.
وستدرس أبحاث أخرى هذه الظاهرة بين الأعراق المختلفة، حيث وُجد أن نصف العرق القوقازي (الشعوب التي تعيش في أوروبا، والقوقاز، وشمال أفريقيا، وغرب آسيا، وآسيا الوسطى والهند، أي كافة الشعوب الأوروبية والشعوب السامية (منهم العرب) والشعوب الإيرانية والشعوب التركية والشعب الهندي) لديهم الجين المسئول عن مشاعر السلبية، لكنه أقل وجودًا لدى الأعراق الأخرى.
وبغض النظر عن وجود هذا الجين، فذلك ليس مبررًا أو مسوغًا لمشاعر السلبية والسوداوية والتشاؤم، فالنظر للحياة بإيجابية هو مفتاح السعادة والاستقرار