وكالات - الاقتصادي - عادت نوكيا، المؤسسة الفنلندية التي أحدثت ثورة في صناعة الهاتف المحمول في نهاية عقد التسعينات، إلى عالم الجوالات مرة أخرى.
إذ أعلنت الشركة عن تسويق هواتف ذكية وأجهزة لوحية تعمل بنظام أندرويد، ويعود الفضل في ذلك لاتفاق مع فريق صغير يسمى HMD Global (من العاملين السابقين في نوكيا) من خارج هلسنكي كان على استعداد للبدء فيما يعتبره الكثيرون عملاً متهوراً، بحسب تقرير نشره موقع BBC.
من منصة تحترق.. إلى ساحة المنافسة من جديد
مع وصول آيفون من آبل عام 2007، بدأت نوكيا في التراجع، وفي عام 2011 عرّف مديرها التنفيذي الأميركي سنيف إيلوب الشركة كـ "منصة تحترق"، وذلك حين اشترت مايكروسوفت الشركة، حيث تحولت تلك الخطوة إلى خطوة كارثية مع استمرار أنظمة IOS التابعة لآبل، وأندوريد في السيطرة على السوق.
لكن الشركة -التي ظلت كياناً مهماً في البينة التحتية للاتصالات، رغم بيع وحدة الهواتف الخاصة بها- منحت ترخيص العلامة التجارية لها لفريق Globalـ HMD، لتخطط للعودة مستقبلاً.
ومن المنتظر أن تصنع المجموعة الجديدة من الهواتف من شركة Foxconn،وليس عن طريق شركة HMD Global، وذلك خلال اتفاق مع وستُصنَّع في الصين وفيتنام، وستركّز العلامة التجارية الفييتنامية على الجوانب المتعلقة بالتصميم التسويق.
فريق العمل
شكّل جزءاً من المجموعة كلٌ من أرتو نوميلا (المدير التنفيذي لشركة HMD، والذي كان يعمل سابقاً في قسم المبيعات في نوكيا ومايكروسوفت) وبيكا رانتالا (مدير التسويق في شركة HMD، والمدير السابق للصادرات في نوكيا)، وفلورين هيتش (رئيس HMD ومؤسس HTC ومدير شركة Orange).
ففريق العمل هو مزيج من الموظفين السابقين في نوكيا ومايكروسوفت، ومن مؤسسات أخرى لها خبرة طويلة في هذا المجال، مثل HTC، وسوني إريكسون، وسامسونج وموتورولا.
وقد أوضحوا على الموقع الإلكتروني لشركة HMD Global أن العالم صار على استعداد لشيء جديد في تكنولوجيا الهواتف.
وقد علّق روي سيلان جونز مراسل قسم التكنولوجيا في BBC أن أرتو وبيكا تركا العمل في Windows Phone في نوكيا ومايكروسوفت وقررا المراهنة على عملهما الخاص، بعد الحصول على تصريح باستخدام العلامات التجارية.
القصة معقّدة بعض الشيء لكن الشركة التي تُوّجت قبل سنوات قليلة على عرش تكنولوجيا الهواتف في أوروبا والعالم لم تتمكن من استعادة نجاحها.
خطة نوكيا للتصدر من جديدا
يواجه فريق العمل أزمات عدة، من بينها تناقص مبيعات الهاتف الجوال لمايكروسوفت، رغم أنها ما تزال شركة كبيرة تعني الكثير لملايين العملاء حول العالم.
من جانبه، يقول نوميلا لـ BBC: "هذا الانخفاض يبلغ تقريباً 15% في العام، لكن ما زالت هناك تجارة مزدهرة وعالمية"، في الحقيقة فهي توفر سيولة ووصول إلى شركاء تجاريين.
بينما يقول فلورين هيتش، مدير شركة HDM Global أن الهدف الحقيقي هو الوصول إلى مجموعة من الهواتف الذكية تعمل بنظام أندرويد في النصف الأول من عام 2017. وقد أكد أعضاء الفريق أنهم اختاروا أفضل المصممين والمتخصصين في الصناعة الذين "اصطفّوا" للمشاركة في هذا التحدي.
فعلى سبيل المثال، ماوريثو أنخلونا، لديها خبرة 20 عاماً في المناصب التنفيذية العليا في نوكيا وموتورولا ولينوفو، وفي العمل في أمور أخرى كتسويق الهواتف في أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى ومنطقة الكاريبي، ومديرة العمليات بيا كانتولا، أيضاً عملت لأكثر من عقدين في مجال الاتصالات، وعملت في نوكيا ومايكروسوفت.
ما المختلف الذي ستفعله HMD؟
يمكن إيجاز ذلك في كلمة واحدة فقط: نوكيا
إذ يقول فلورين هيتشي لـ BBC: ¨نوكيا علامة تجارية أصلية لديها 150 عاماً من التاريخ، إنها معروفة في كل أنحاء العالم بأنها العلامة الأصلية لصناعة الهواتف المحمولة".
فيما يؤكد الفريق أنهم أثناء تجولهم في أنحاء العالم بحثاً عن شركاء تجاريين لمسوا تأثراً لدى كثير من الناس الذين كانوا "يركضون لعناقنا" في لفتة من "الحب السحري لنوكيا"، فهؤلاء الذين يشعرون بالحنين لهواتف 3310 والإصدارات الكلاسيكية الأخرى لنوكيا كثيرون.
ويقول بيكا إن كل عضو من أعضاء نظام أندرويد عليه النضال من أجل إيجاد مكان لهم في السوق، وهم فعلاً جديرون بالثقة.
في عام 2000 كانت نوكيا- دون أي مجال للشك- هي ملكة الهواتف المحمولة، قال ماتي ألاهوتا، المدير التنفيذي لوحدة الهواتف، لـ BBC إن أوروبا تقود هذا القطاع، بينما كانت الولايات المتحدة تركز في مجال الإنترنت.
وحينها كانت نوكيا تهدف لأن تكون المحرك الأساسي لمجتمع معلومات الهواتف المحمولة وأن تصنع الواقع، إلا أن الحلم لم يتحقق حينها، فيما خرج عمالقة الولايات المتحدة الذين قادوا العالم إلى عصر الإنترنت المحمول.
والآن، تملك HMD هدفاً أقل طموحاً؛ ببساطة، أن تعود نوكيا للمنافسة كفاعل مهم، لكن تنفيذ ذلك قد يبدو معقداً.
فمهما كان لدى الكثيرين من عاطفة كبيرة نحو علامة نوكيا إلا أن المستهلكين لا يشترون الهواتف لأسباب عاطفية كما يوضح سيلان جونز.
لهذا، فإن "نوكيا الجديد" يجب أن يُبدي أن لديه أفكاراً جديدة لبناء مستقبل الهواتف.