غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - أخيرا وجد الأناناس طريقه إلى غزة، بعد ان ضل لسنوات طويلة مقتصرا على الاستيراد، وبات الغزيون قادرون على زراعته واستهلاكه بمعدلات قياسية خلال الفترة القريبة القادمة.
وعلى الرغم من أن الأناناس لم يكن فاكهة شعبية على موائد الغزييين، إلا ان كثير من المراقبين يتوقعون أن يصبح كذلك مع مرور عدة سنوات، اذا توفرت الظروف المادية والمناخية اللازمة لنجاح عمليات زراعته التي ما زالت في بداياتها الاولى.
ويتوقع المزارعون والمسؤولون في غزة ان تشهد زراعة الأناناس تطورا مهما، خاصة مع نجاح التجارب الأولية لهذا الزراعة التي تتطلب وفرة في المياه ومناخ ملائم لزراعتها.
وبدأت تجربة الاناناس قبل نحو ثلاث شهور، عندما نجح اتحاد لجان العمل الزراعي في جلب شتلات الاناناس من الضفة الغربية بعد نجاح تجربة زراعتها هناك، وانضمت بعدها وزارة الزراعة في استنبات هذه الثمار في مختبراتها.
قال المهندس الزراعي نزار الوحيدي مدير عام الإرشاد الزراعي والتنمية بوزارة الزراعة أن تقنية زراعة الأنسجة من التقنيات الحديثة لاستنساخ نباتات موافقة تماما للنبات الأم، وتستغل في إنتاج محاصيل عالية الكفاءة في استزراعها أو إنباتها من البذور أو القطع النباتية.
وتابع الوحيدي في تصريح للاقتصادي: "نجحت وزارة الزراعة في تطبيق هذه التقنية منذ ثلاث سنوات ويشترط للحصول عليها أن تكون النباتات خالية مثلا من الفيروسات أو الأمراض الأخرى، موضحا أن العمل في هذه التقنية بدأ هذا العام وتطبيقها على العديد من النباتات كالبطاطا والكينيا وأيضا الأناناس.
وأضاف أنه تمت التجربة من خلال بُرعم لثمرة الأناناس وذلك للحصول على عدد من النموات وزراعتها على بيئة النمو والاكثار، ومن ثم اعادة زراعتها على بيئة التجذير لتدخل بعد ذلك مرحلة الأقلمة بزراعة الشتلات في أحواض صغيرة تحتوى على تربة صناعية من البيتموس والفورمكليت، ليتم بعد ذللك عملية تفريدها ونقلها إلى أكياس تحتوى على البيتموس والفرموكليت والرمل بنسب متساوية، وبعد ذلك لتكون جاهزة للزراعة بالأرض المستديمة.
وزاد: "الأناناس من النباتات عالية التكلفة وذات أسعار مرتفعة، ولكن يعاب عليه طول فترة النمو (18 شهراً) لينتج فقط ثمرة واحدة والاحتياجات المائية العالية له تبعا لذلك لافتا إلى أن الزراعة الحقلية له بدأت في خانيونس، حين قام بها اتحاد لجان العمل الزراعي ولكن بشتلات مستوردة أما الوزارة فقد استنبتت الشتلات في مختبراتها رغم بساطة وقلة الامكانيات.
من جهة أخرى قال المهندس بشير الأنقح مدير دائرة العمليات والتخطيط في اتحاد لجان العمل الزراعي أنه تم استيراد 6000 شتلة من الأناناس من الضفة الغربية بعد نجاح زراعتها لتعاد التجربة مرة اخرى في قطاع غزة لتنمية القطاع الزراعي من أجل الحد من عملية الاستيراد الخارجي وتنمية القطاع الزراعي لدعم المحاصيل التصديرية.
وتابع: تم زراعتها في اراضي المحررات في محافظة خانيونس على مساحة دونم، لافتا إلى ان الدونم الواحد ينتج حوالي 7000 حبة أناناس، مما يعني ان هذا الأمر سيخلق فرصا جديدة للمزارعين لتحقيق مصادر دخل في ظل تدهور القطاع الزراعي بسبب الممارسات الاسرائيلية بحقه.