وقد ازدادت أرقام مبيعات مضادات الاكتئاب من 8 جرعات يومية لكل 1000 من السكان عام 1975، إلى 95 جرعة يومية لكل 1000 من السكان عام 2005. في آيسلندا، الاستخدام الكبير لمضادات الاكتئاب ناتج عن الفعالية المتصورة في ذهن المستخدمين، كذلك محدودية الوصول لفرص العلاج البديل مثل العلاج النفسي.
معظم الآيسلنديين البالغين على استعداد لاستخدام مضادات الاكتئاب لعلاج حالات الاكتئاب، ومن أهم العوامل التي تؤثر بقوة على هذا التوجه تجربة الأشخاص المحيطين، سواء الأصدقاء المقربين أو الأقارب. أي يكون تعاطي هذه الأدوية ليس مبنيًا على وصفة طبية، إنما بناء على تجربة أحد المقربين، والتي تعد أحد أسباب زيادة استهلاك مثل هذه الأدوية.
وتعد الدول الإسكندنافية والتي تشمل الدنمارك والنرويج والسويد من أكثر الدول تعاطيًا لأدوية الاكتئاب، ومن الأمور المثيرة أن الدول الأكثر سعادة في العالم هي الأكثر تعاطيًا لحبوب الاكتئاب، وربما من المعقول أن نتصور أن سعادتهم مستمدة من تلك الأدوية.
ترى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية أن هناك سببين محتملين لزيادة تعاطي مضادات الاكتئاب في بعض الدول، الأول استمرار العلاج لفترة تزيد عن المدة المطلوبة. أما السبب الثاني فهذه الأدوية لا توصف الآن فقط لعلاج الاكتئاب الحاد، إنما لحالات الاكتئاب البسيطة، والقلق، والرهاب الاجتماعي، وأكثر من ذلك.