إذن، عليك أن تُعيد تقييم شخصيتك وعلاقاتك حتى تحافظ على نفسك وعلى طاقتك، وألا تسمح لأحد باستغلالك. وهنا يجب أن تتبع سياسة أخرى في تقديم المساعدة.
إن كان هؤلاء الأشخاص لا يهتمون لأمرك، فلا تقدّم لهم المساعدة، فهم لا يستحقونها. وهناك حقيقة يجب إدراكها، أن معظم الناس سيبدؤون باستغلالك إن سمحت لهم بذلك. أنت لا تملك الوقت دائمًا، فقط قدّم العون لمن يستحق، وقبل أن تُقدّم المساعدة لأي أحد، عليك أن تُقدّمها لنفسك.
أسهل الطرق لتُحوِّل صديقك إلى عدو، تقديم النصيحة التي لا يرغب بسماعها. إن عرضت المساعدة، فهذا لأنك تريد ذلك، لكن غالبًا الناس غير مستعدين لتقبل تلك المساعدة.
إن لم تكن تملك المهارة الكاملة، أو الوقت لمساعدة أحد الأشخاص، ربما يكون ضررك أكثر من نفعك. فصدق أو لا تصدق، لطفك وإحسانك قد يؤذي الآخرين دون أن تقصد. فمن أسهل الطرق لتدمير علاقاتك مع الآخرين، عرض المساعدة التي ليس باستطاعتك تقديمها.
بحسب “سوزان نيومان” المؤلفة والأخصائية النفسية الاجتماعية، فغالبًا ما يقول الأشخاص المحبون لتقديم المساعدة “نعم” لمعظم الأشياء لتجنّب المواقف غير المريحة. لكن بالتركيز على العناية بالآخرين، والشعور بالذنب أو الأنانية لقيامك بشيء ما لنفسك يعني أن صحتك غالبًا ما تكون في المؤخرة. وقد يتسبب ذلك بتوليد شعور القلق لديك، لأنك تقدّم الكثير، أو لخوفك من عدم تقديم المساعدة بالشكل الصحيح. لذلك أنت في حالة دائمة من التوتر؛ كي تنجز كل شيء لجميع الأشخاص. حينها ستكون متعبًا، وستنخفض مقاومتك للمرض، ما يجعلك عرضة لنزلات البرد!
قبل أن تفكّر في تقديم المساعدة لغيرك، فحريٌّ بك أن تقيّم نفسك، وتضع يدك على الأمور التي أنت بحاجة لتغييرها للأفضل، قد تكون أمور بسيطة جدًا، لكنها غاية في الأهمية. فعليك الاهتمام بغذائك، والقيام بتمارينك الرياضية، ومعاملة أفراد عائلتك وأحبائك بشكل أفضل، وتحفيز نفسك لإيجاد وظيفة أفضل.