وكالات - الاقتصادي - بات من اللافت مؤخرا، إطلاق أسماء أنثوية على المنخفضات الجوية العميقة والعواصف الثلجية التي تضرب المملكة خاصة والمنطقة عامة.
فمن المؤكد أن سبب هذه التسمية، لا يمت بصلة لا من قريب ولا من بعيد بالتنافس القائم بين الرجل والمرأة في مختلف الميادين، وأيضا لا يلمح إلى حقوق المرأة ومطالبها بالمساواة مع الرجال.
فمرة وطفة وأخرى بشرى وتارة هدى،أسماء أطلقت على منخفضات جوية أثرت على أجواء المملكة في فصول الشتاء الأخيرة، تميزت ببرودة شديدة وأمطار وثلوج وصقيع.
فهل سبب إطلاق هذه الأسماء الأنثوية على المنخفضات الجوية، هو كما قال أحد نشطاء الفيس بوك مازحا، " بدافع الأمل لتكون ناعمة وخفيفة ولطيفة، لا تخرب ولا تدمر".
أم أن إلصاق هذه التسمية بالعنصر النسائي، كما يرى عالم الأرصاد الجوية الأسترالي كليمنت راج، هو "لوجود توافق بين الأعاصير والإناث، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبة مزاج متقلب، وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها، كحال المنخفض".
ورغم أن العادة درجت على اختيار اسم المنخفض الجوي انطلاقا من مصدره والبلد الذي جاء منه، إلا أن راصدون محليين وعرب باتوا يتفقون فيما بينهم على اعتماد تسمية يرون أنها مناسبة فيطلقونها على المنخفض، ويتم تناولها عبر وسائل الإعلام ويتناقلها المواطنون.
واللافت في هذا الاتفاق "الجوي" أن الراصدين لا يعتمدون إلا أسماء أنثوية، فالمنخفض الجوي الحالي، الذي من المتوقع أن يؤثر على أجواء المملكة الثلاثاء المقبل، طبقا لما توقع راصدون، قد أطلق عليه اسم هدى، ناهيك عن الاتفاق على اسمين سابقين هما وطفة وبشرى.
وقد علمنا السبب في اعتماد هذه التسمية الأنثوية، من توضيحات الراصد الجوي الفلسطيني قصي الحلايقة، الذي قال لوكالات إخبارية إن سبب هذه التسمية هو أن مجموعة من الراصدين الجويين في بلاد الشام اتفقوا فيما بينهم على إطلاق اسم موحد على المنخفض الجوي المقبل.
وأشار إلى أن اختيار اسم هدى جاء من قول الله تعالى: "قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين"، لافتا إلى أننا "نأمل أن يحمل المنخفض الهدى والبشرى والخير".
ومجموعة الراصدين، بحسب الحلايقة، تشمل موقع طقس العرب الأردني، وطقس الوطن الفلسطيني، والقسم الجوي بفضائية معا الفلسطينية، والقسم الجوي بفضائية رؤيا، بالإضافة إلى عدد من المواقع التي تهتم بقضايا الطقس.
في العصور القديمة، تذكر المعلومات أنه لم يكن هناك آلية أو منهجية معينة لتسمية المنخفضات الجوية،، فكانت تسمى إما بأسماء بعض القديسين، أو السنوات أو المكان.
تعود بداية التسمية في الأعوام بين 1852 – 1922، إلى عالم الأرصاد الجوية الأسترالي كليمنت راج، الذي أطلق على المنخفضات الجوية أسماء النواب الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية.
أما خلال الحرب العالمية الثانية، ولمنع تعدد الأسماء والاختلاف حولها، أطلق خبراء الأرصاد الجوية العسكرية على المنخفضات الجوية أسماء زوجاتهم أو صديقاتهم.