جنين - الاقتصادي - القدس دوت كوم - إفتتح وزير الزراعة الدكتور سفيان سلطان ومدير مؤسسة "أنيرا" في فلسطين بول بتلر، امس، مشروع "شبكة المياه العادمه المعالجه" في منطقة مرج إبن عامر، خلال حفل رسمي اقيم في متنزه موال في جنين، بحضور نائب محافظ جنين كمال ابو الرب ورئيس البلدية الدكتور محمد أبو غالي وممثلي المؤسسات والفعاليات المحلية والدولية والمزارعين.

كلمة المحافظ

وفي كلمة المحافظ اللواء ابراهيم رمضان، ثمن نائبه كمال ابو الرب، هذه المبادرات المتميزة والمشاريع، وقال "نحتفل بهذا المشروع في خضم الحديث العالمي المتصاعد بضرورة زيادة المساحة الخضراء للتقليل من الانحباس الحراري وتعاظم درجة حرارة الارض والتقليل من حدة التلوث، في حين يعاني شعبنا من نقص المياه جراء ممارسات الاحتلال وتحكمه في مصادر المياه والتي هي حق لنا والذي ينعكس سلباَ على القطاع الزراعي".

وأضاف "هذا الواقع يحتم علينا ايجاد بدائل بتقنية المياه العادمة للحد من التلوث ولايجاد مصدر جديد للري، لاسيما في مرج ابن عامر التي تعتبر سلة فلسطين الغذائية". وشكر كل القائمين على هذا المشروع ، مؤكدا على ضرورة الاهتمام بغرس الاشجار فهي شرايين الحياة خاصة في ظل محاولات الاحتلال تدمير البيئة الطبيعية المحيطة وسرقة محمياتنا والطبيعية .

لمحة عن المشروع

المهندس ناصر قادوس مدير برنامج الزراعة في مؤسسة "أنيرا"، أوضح أن افتتاح الشبكة يأتي ضمن مشروع إعادة إستعمال المياه المعالجة في جنين والذي تنفذه مؤسسة أنيرا وبالشراكة مع وزارة الزراعة الفلسطينية وبتمويل من صندوق الاوبك للتنمية الدولية. وذكر، أنه ضمن المشروع تم إقامة خزان بسعة 5500 متر مكعب ووحدة ضخ وفلترة وشبكة بطول 20 كيلو متر من الأنابيب تغطي مساحة 3000 دونم في منطقة مرج بن عامر.

وقال "حتى الآن تم زراعة ما يزيد عن 250 دونما بالأعلاف كالبرسيم الحجازي وأشجار الفاكهة كالحمضيات والنخيل والجوز والأفوكادو وغيرها، ومن المتوقع أن يستفيد من المشروع ما يزيد عن 150 أسره ويتم ري اكتر من 1000 دونم". واوضح أن أن إستعمال المياه المعالجة يتم وفق محددات وتعليمات وزارة الزراعة بما يضمن سلامة المستهلك، ومن هذه الإجرءات إستعمال الري تحت السطحي لمنع التلامس بين النبات والماء، إقتصار الزراعة على الأعلاف التي تستهلكها الحيوانات جافة أو الأشجار المرتفع عن الأرض ذات القشرة السميكة.

كلمات

وألقى رئيس جمعية مرج بن عامر؛ عماد الصالح كلمة ثمن فيها جهود كافة الجهات التي ساهمت في دعم وانجاح هذا المشروع الحيوي والهام للقطاع الزراعي في مرج بن عامر، وعبر عن الاعتزاز بالشراكة التي جمعت جمعية مرج بن عامر ووزارة الزراعة ومؤسسة أنيرا لرعاية هذا المشروع الحيوي الذي ساهم في توسيع الرقعة الزراعية المروية، داعياً للاستمرار في دعمه وزيادة المساحة الى أكثر من ذلك لما لهذه المحاصيل من أهمية بالغة وخاصة ان غالبية الاحتياجات الفلسطينية من المحاصيل من الجانب المحتل .

وشدد الدكتور محمد أبو غالي رئيس بلدية جنين، على أهمية هذا المشروع الذي يساعد في ري المزارعين في محاصيلهم، مؤكداً أن البلدية تعمل جاهده مع مجموعه من الممولين لتنقية المياه إلى درجات أعلا، مشيراً الى تمكن المزارعين من ري محاصيل إضافية أخرى، بينما تعمل البلدية جاهدة على توسيع شبكات الري لتصل إلى مناطق أبعد.

كلمة الرؤيا

وأكد مدير مؤسسة "أنيرا" بول بتلر في كلمته، على التزام المؤسسة بالعمل لتحسين حياة المواطن الفلسطيني من خلال مجموعه من البرامج الصحية والتعليمية والبينية التحتية إضافة إلى برنامج الزراعة، وقال "هذا المشروع الاول من نوعه الذي يحفظ استخدام المياه العادمة في الزراعة ونأمل ان يكون داعما للمزارعين وجهود الوزارة خاصة وان المياه العادمة أحد أهم المصادر المستخدمة في الزراعة"، واضاف "منذ تأسست أنيرا عام 1968، ونحن ملتزمون بمساعدة الشعب الفلسطيني في كافة القطاعات الصحية والتعليمية والبنى التحتية والزراعة".

وزير الزراعة

وفي كلمة وزير الزراعة الدكتور سفيان سلطان ، أكد على أهمية الشراكة وتكاتف الجهود بين المؤسسات الدولية والقطاع الحكومي لحل الكثير من المشاكل التي يعاني منها القطاع الزراعي وفي مقدمتها سيطرة الاحتلال على مصادر المياه الرئيسة ، وقال " تكتسب هذه المشاريع أهمية خاصة نظرا لأن الاحتلال يسيطر على مصادر المياه التي تعتبر من أهم مصادر التطور في القطاع الزراعي، وتؤكد الدراسات ا،نه إذا تمكنا من السيطرة على مصادر مياهنا الطبيعية بإمكاننا إحداث ثورة في القطاع الزراعي وتحسين دخل المزارع"، وأضاف "من هنا تأتي حيوية وأهمية هذه المشاريع كمعالجة المياه العادمة لحل بعض المشاكل التي يعاني منها المزارعون من قلة المياه لري مزروعاتهم".

وقال "أن إستراتيجية الوزارة تركز على استخدام المياه والتكنولوجيا الحديثة، وبسبب استخدامها بشكل جيد وما يتميز به مزارعنا وكوادرنا المدربة فان دورها لن يقتصر على تحسين دخل المزارع الفلسطيني والنهوض بالقطاع الزراعي وتعزيز صمود المزارعين على أرضهم وتحقيق الأمن الغذائي، وانما نقل التكنولوجيا للدول المجاورة"،

واضاف "رغم المعيقات الاسرائيلية وما يمارس بحقنا من سياسات سنبقى متمسكين بمطالبنا وحقوقنا وتطوير انفسنا وسنجتاز كل التحديات والمعيقات".

وتابع "نأمل أن نسيطر على مصادرنا المائية واراضينا لنتمكن من تحقيق التنمية والحياة الكريمة لكل مزارع فلسطيني، والتوجه لمثل هذه المشاريع لا يعني عدم استخدام مصادرنا المائية".

وأكد استعداد الوزارة لدعم كافة المشاريع والمبادرات والتعاون مع جميع الجهات المعنية بالزراعة الفلسطينية، وتمنى زيادة المساحات المروية، مشيراً لتوجه الوزارة لإقامة المزيد من المحطات في عدة مناطق في الضفة. وفي نهاية الاحتفل جرى تكريم الوزير ومدير انيرا وكافة المؤسسات الشريكة والداعمة.