رام الله - الاقتصادي - ضمن فعاليات أسبوع إكسبوتك 2016، عُقد اليوم الإثنين المؤتمر التكنولوجي الدولي في كلّ من غزة ورام الله، بمشاركة عدد من الوزراء ونخبة من المسؤولين والشركات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخبراء المحليين والدوليين، بتنظيم من اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية (بيتا) والحاضنة الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات (بيكتي)، وبرعاية رئيسة من مجموعة الاتصالات الفلسطينية.
وناقش الخبراء والمختصون في جلسات المؤتمر والذي جرى تنظيمه في كلّ من فندق الموفنبك برام الله، وفندق روتس بغزة؛ عدّة محاور لبحث مجالات التطوّر التكنولوجي في فلسطين والتقدّم التكنولوجي المتسارع في العالم والتعرّف على تجارب وخبرات إقليمية ودولية. وعُقدت في رام الله خمس جلسات متخصّصة تناولت مواضيع تطبيقات الموبايل الذكي والخدمات الذكية، وخدمات الجيلين الثالث والرابع، والريادة والمشاريع الناشئة في فلسطين، والاستثمار في قطاع تكنولوجيا المعلومات، ورأس المال البشري وسُبُل النجاح.
وفي غزة، تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات واتحاد بيتا، والتي تهدف إلى التعاون في إنشاء وتشغيل البرج التكنولوجي والذي سيخدم قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والمشاريع الريادية. فيما ناقشت الجلسات المتخصّصة في غزة ثلاث قضايا هي واقع ومستقبل فلسطين عامة وقطاع غزة خاصة فيما يتعلق بخدمات الجيلين الثالث والرابع، ودعم الحلول التكنولوجية النقالة في القطاعات الاقتصادية الأخرى، وتعزيز العلاقة بين مؤسسات التعليم التقني والمهني وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما جرى الإعلان عن الفائز في مسابقة أفضل بحث علمي في مجال تطبيقات الموبايل والخدمات الذكية، حيث فازت ورقة بحث حول تطبيق لغة بريل الخاصة بالمكفوفين على الأجهزة الخلوية العاملة وفق برنامج التشغيل أندرويد.
وتحدّث خلال جلسات المؤتمر عدد من الرياديين وممثلون عن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخبراء الفلسطينيين، بالإضافة إلى خبراء دوليين من بريطانيا والولايات المتحدة ودول الخليج، ومن ضمنهم ممثلون عن كبرى الشركات العالمية مثل جوجل وأريكسون وبريتش تيليكوم وغيرها.
وفي كلمته خلال افتتاح جلسات المؤتمر، أكد م. عدنان سمارة ممثلاً عن سيادة الرئيس محمود عباس، أنّ قطاع تكنولوجيا المعلومات يحتلّ الأولوية الأولى ضمن اهتمامات السيد الرئيس محمود عباس، مشيراً إلى أن هذا القطاع استطاع أن يحوّل العالم إلى قرية صغيرة لا تقف أمامه الحواجز ولا الإغلاقات ولا جدار الفصل العنصري، فبالرغم من هذه المعيقات إلا أن هذا القطاع نما وتطور وبات يشكل اليوم أحد أهم أعمدة اقتصادنا الفلسطيني حيث يشكل 7% من الناتج القومي الإجمالي.
وأردف م. سمارة أنه ومن خلال أسبوع إكسبوتك 2016 نريد إرسال رسالة واضحة للعالم بأننا نسير في بناء الدولة الفلسطينية بيد ونكافح من أجل حريتنا واستقلالنا باليد الأخرى، وكما قال الأخ الرئيس أن الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة قادمة لا محالة، ولذلك سيروا إلى الأمام فنحن هنا باقون على هذه الأرض الطيبة.
وقال العفيفي في كلمته "أنتم الأعمدة الأساسية في بناء الدولة فالاحتلال يحاصرنا ويمنعنا من استغلال ثرواتنا القليلة ولكنه لا يستطيع أن يسيطر ويحاصر عقولنا فهي بترولنا واحتياطنا الاستراتيجي، ومن أجل ذلك أنشأنا المجلس الأعلى للإبداع والتميز وشكلنا مجلس إدارة له، ضم القطاع الحكومي والأهلي والخاص والجامعات ليشكل حاضنة للمبدعين والرياديين وليكون مظلة لهذا القطاع الحيوي، ففي الإبداع والتميز والريادة نستطيع أن نبني اقتصادا متطورا مبني على اقتصاد المعرفة وأن نساهم في حل مشكلة البطالة المتفشية بين أبناء شعبنا وخاصة الخريجين منهم".
بدوره، قال د. يحيى السلقان رئيس مجلس إدارة اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية (بيتا) "إنه لمن دواعي سروري أن أقف أمامكم لافتتاح مؤتمرنا الثالث عشر، هذا المؤتمر المتميز بكل مقاييسه، حيث سيركّز خلال أعماله على عدد من المواضيع التي تشكل مثار اهتمام المختصين والعاملين في قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصالات"، مضيفاً أن المؤتمر يأتي كجزء من أسبوع فلسطين التكنولوجي والذي ينعقد في الضفة الغربية بالتزامن مع غزة.
وأضاف د. السلقان أن المؤتمر ما كان له أن يحقق نجاحاً لولا جهود الإدارات المتعاقبة التي توالت على رئاسة اتحاد شركات أنظمة المعلومات الفلسطينية بيتا، فلولا هذه الجهود المتواصلة لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، مقدماً الشكر لمجموعة الاتصالات الفلسطينية الراعي الرئيسي، وبنك فلسطين الراعي الفضي، والوكالة الأمريكية للتنمية (USAID)– مشروع كومبيت، وشركة كهرباء محافظة القدس، ومدينة روابي، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، والذين قدموا الدعم اللازم لإنجاح الدورة الثالثة عشر لأسبوع فلسطين التكنولوجي إكسبوتك 2016.
من جانبه، قال السيد عمّار العكر الرئيس التفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية، الراعي الرئيسي لإكسبوتك 2016؛ "إن إكسبوتك يضيف لنا في كل عام خبرات ومعارف جديدة في مجال التكنولوجيا والاتصالات، ويطلعنا على تجارب عالمية ناجحة في هذا المجال، الأمر الذي يمنحنا الدفعة اللازمة لمضاعفة جهودنا والسعي لأن نكون جزءاً من هذه المنظومة العالمية المتطورة، لنقدم الأفضل لمشتركينا ولمجتمعنا الفلسطيني، والمشاركة في بناء دولتنا الفلسطينية"، وأضاف "إننا ومن موقعنا في مجموعة الاتصالات، وتواصلنا الدائم مع الجمهور بمختلف شرائحه أدركنا بأن هذا القطاع في صعود مستمر، حيث أصبح من أكثر القطاعات الحيوية والمؤثرة اقتصادياً واجتماعياً، ولذلك علينا أن نواصل بناءه وتدعيم أركانه".
وأشار العكر إلى أنّ التحديات الجارية في قطاع الاتصالات والتغيرات التكنولوجية المتواصلة تمثل تحدياً بحد ذاتها، فرغم أنها أحيانا تكون مفرحة من ناحية توسع حجم الانتشار والاستخدام، إلا أنها مقلقة في الوقت ذاته من ناحية أن جانباً كبيراً من إيرادات شركات الاتصالات، بات ينتقل من الدول النامية إلى عمالقة الشركات التكنولوجية في العالم.
ومن جهته، قال السيد حسن العفيفي مساعد المدير العام للشؤون التكنولوجية في بنك فلسطين، الراعي الفضي لإكسبوتك 2016، "يُسعدنا في بنك فلسطين أن نَكون أحد المشاركين والرعاة لهذا المعرض المميَّز الذي يعبر عن مدى رغبتنا كمُجتمع فلسطيني وقطاع خاص وحكومة مجتمعين في مواكبة مختلف التطورات التكنولوجية العالمية ونقلها إِلى فلسطين، بِهدف مواصلة البناء والتطوير، ولنشكل نموذجاً مميزاً لخدمة مجتمعنا وشعبنا في جميع نواحي الحياة".
ولفت العفيفي في كلمته إلى أن بنك فلسطين قام منذ تأسيسه بتطوير أنظمته وخدماته بما يتلاءم مع المتغيرات العصرية، لمواكبة التطورات العالمية بمختلف الخدمات المصرفية، حيث كان من أوائل الشركات الفلسطينية التي أدخلت نظام الحوسبة الإلكترونِية إِلى عملياته، واستمرّ البنك بمواكبة التطورات التكنولوجية لتوفير منظومة متنوعة من الخدمات الإلكترونية المصرفية لتكون خدماتنا دائما مميّزة واستثنائيّة، لتلبية احتياجات العملاء.
كما أكدت السيدة لينا شامية المدير التنفيذي الإقليمي لاتحاد (بيتا) في قطاع غزة، أنّ إكسبوتك 2016 يمثّل التراث التقني الفلسطيني، حيث نحتفل سنوياً على مستوى الوطن بالإنجازات التكنولوجية وبالرياديين في فلسطين في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وأضافت شامية "أهم ما يميز أسبوع إكسبوتك هو أنه وبالرغم من الحصار إلا أن إكسبوتك يُعدّ فرصة لتسليط الضوء على كل الإمكانيات والحلول التقنية والأفكار الإبداعية، كما يُبرز أنّ في فلسطين جيلٌ واعد من الرياديين وأصحاب الأفكار الخلاقة، ويمثل إكسبوتك التجمع الأكبر لقطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في فلسطين عموماً وفي قطاع غزة خاصة، فهو يجمع كافة الشركاء في هذا القطاع ويمثل منبراً تكنولوجياً لكلّ من القطاعين العام والخاص والجامعات والرياديين والمؤسسات الدولية المهتمة بدعم هذا القطاع في فلسطين".
ويستكمل أسبوع إكسبوتك 2016 فعالياته بانطلاق معرض إكسبوتك 2016 يوم غد الثلاثاء ويستمر على مدار ثلاثة أيام في قاعات جلوريا في حديقة الاستقلال برام الله متزامناً مع انطلاق المعرض في غزة في مركز رشاد الشوا الثقافي، وذلك بمشاركة أكثر من 60 شركة عارضة في مجال تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة إلى مشاركة شركات إقليمية ودولية، والعشرات من الرياديين والمشارع الخلاقة. وستقدم الشركات العارضة أحدث المنتجات والتطبيقات والأجهزة التكنولوجية، مما يتيح الفرصة أمام الآلاف من زوّار المعرض من المهتمين ومن الجمهور التعرّف على منتجات وخدمات شركات التكنولوجيا في فلسطين والاستفادة من العروض الخاصة خلال أيام المعرض، وكذلك التعرّف إلى المشاريع والأفكار الإبداعية التي يقدمها الرياديون الشباب في مجالات الاتصالات والتكنولوجيا.