فقد تبيّن أن الآثار السلبية للمنزل الفوضوي أكثر خطورة مما تعتقد. فالأمتعة والأغراض التي قد تكون منتشرة في زوايا المنزل وفي غير محلها لها تأثيرات على الصحة النفسية والجسدية. فقد تسبّب الأرق، وعدم القدرة على النوم، وقلة التركيز، وزيادة الإجهاد التأكسدي.
إن كان منزلك في فوضى عارمة، فهو يعكس حالة الفوضى في عقلك الباطن، مع ضعف قدرتك على التركيز. المنزل الفوضوي يحد من قدرتك على معالجة المعلومات. بينما المنزل المرتب يجعلك تشعر أن هناك المزيد من المساحة التي تسمح لك بالتنفس. حين تتخلص من التفكير بالممتلكات المادية، سيكون لديك المزيد من الوقت للتركيز على الناس والخبرات، كما ستشعر بالحرية.
العيش في بيئة فوضوية قد يؤدي لاستنزاف الطاقة العقلية، لأنه من المستحيل تجاهل المهام التي لم يتم الانتهاء منها. هذا يساهم في خلق مستويات من الضغط، والذي قد يستنفد طاقتك، أو حتى يعطّل الجهاز المناعي لبعض الوقت. الضغط والقلق قد يتسببان بالكثير من الأشياء، لذلك احرص على ترتيب المنزل وتنظيمه باستمرار.
ترتيب المنزل قد يؤدي للتخلص من أعراض، مثل: الانتفاخ، وارتجاع المريء، وسوء الهضم، والالتهاب. فمع انخفاض مستويات الضغط، يصبح دماغك أقل فوضوية، وتزداد مستويات الطاقة، مع تقليل فرص الإجهاد التأكسدي، وهو ما ينعكس إيجابًا على عملية الهضم. فعملية إزالة السموم من الجسم تعمل بشكل جيد، كما أن البكتيريا الخاصة بك في حالة اتزان، وهناك امتصاص جيد لجميع المواد المغذية، حينها ستتحسّن مستويات الحماية المضادة للأكسدة.
المنازل الفوضوية بيئة مناسبة لتراكم الغبار، والعفن. وقد تكون مسببات المرض والسموم التي توجد داخل هذه الأغراض بمثابة كارثة صحية، حيث تسبب الحساسية، ومشاكل التنفس، والالتهابات، والإجهاد التأكسدي، وأخيرًا الأمراض المزمنة. لن تدرك أنك تعاني من آثار مسببات الحساسية حتى تقوم بتنظيف المنزل.
بحسب دراسة لـ “National Association of Professional Organizers” فمتوسط ما يقضيه الأمريكي في البحث عن الأغراض المفقودة أو الموضوعة في غير محلها هو عام كامل. وقد وجدت دراسة أخرى لـ “National Soap and Detergent Association” أن التخلص من الفوضى قد يساهم في التخلص من 40% من الأعمال المنزلية.
بحسب استطلاع للآراء لـ “Rubbermaid” فإن نصف أصحاب المنازل لن يدعوا أصدقائهم إلى منازلهم، لأنهم سيشعرون بالحرج من كمية الفوضى الموجودة. كما أظهر ذات الاستطلاع أن 16% من الأمهات ممن لديهن 3 أطفال على الأقل لا يسمحن لهم بدعوة أصدقائهم إلى المنزل بسبب الفوضى.
بحسب دراسة لمعهد علم الأعصاب في جامعة برنستون فقد وجدت أن أصحاب المنازل الفوضوية يشعرون بالتعب المتزايد كنتيجة لإرهاق العقل الناجم عن الضغط الذي سببه البيئة الفوضوية، والتي تؤثر على التركيز ومعالجة المعلومات.
أظهرت ذات الدراسة لجامعة برنستون بأن الانزعاج من الفوضى الموجودة سيؤدي إلى تردي الحالة النفسية، هذا قد يجعلك تشعر بالإحباط، حيث يدفعك لاتخاذ قرارات ربما ستكون مختلفة عما لو كنت بذهن صافٍ.