وكالات - الاقتصادي - ربما لم تسمع من قبل بوجود بحر ليس لها شاطئ أو سواحل سوى في قصص ألف ليلة وليلة. لكن قدرة الله صنعت بحرًا حقيقيًا بهذه الصفات التي ظننت أنها مستحيلة!
بحر ساراجاسو هو البحر الوحيد من نوعه الذي يتميز بأن ليس له شاطئ يجلس عليه المصطافين أو سواحل. كما يتميز بطبيعة مياهه الملحية الدافئة والأعشاب البحرية الطافية على سطحه.
اشتُهر هذا البحر للمرة الأولى عند مرور كولومبوس عليه خلال رحلته الأولى إلى العالم الجديد في عام 1492م، حيث حيكت العديد من الشائعات حوله بسبب قربه من مثلث برمودا الشهير بأغرب الحوادث على الإطلاق!
يقع بحر ساراجاسو في منتصف المحيط الأطلسي الشمالي، ويُحاط من جميع الجهات بمياه المحيط. ويبلغ عرضه حوالي 1100 كلم أما طوله فحوالي 3200 كلم تقريبًا. ويتميز بشكله البيضاوي.
وإن أردت تخيل حجمه الضخم، فهو أكبر من جزيرة جرينلاند. ويقع امتداده من دائرة عرض 70 درجة إلى دائرة عرض 40 درجة غربًا. وبين خطي طول 25 إلى 35 شمالًا. حيث يمتد على مساحة 5 مليون كلم مربع تقريبًا.
ولعل أكثر ما يُميِّز بحر ساراجاسو عن غيره من المسطحات المائية البحرية عدا كونه بلا شاطئ، هو انتشار الطحالب والأعشاب البحرية على سطحه بشكلٍ ملحوظ.
كما أن التيارات البحرية في البحر بطيئة نوعًا ما لكنه مُحاط بتيارات سريعة مثل تيارات خليج ستريم في الغرب. وتتحرك تياراته البحرية البطئية باتجاه عقارب الساعة التي تُكسب مياه البحر الدفء نوعًا ما.
أما عن سبب تسميته بهذا الاسم، فهو بسبب وجود نوع من الأعشاب البحرية عائم فوق مياهه يُسمى Sargassum. وبسبب بيئته الغنية بالطحالب والأعشاب البحرية، فقد كان موطنًا للكثير من الأحياء البحرية مثل سرطانات البحر والروبيان والأخطبوطات. كما أنه موطن لتزاوج بعض أنواع ثعابين البحر.
لعل قرب موقع بحر ساراجاسو من مثلث برمودا جعل الكثير من الشائعات والأساطير تنتشر حوله منذ رحلة كولومبوس حتى اليوم. فقد كان البحارة قديمًا يُطلقون عليه اسم “بحر السفن المفقودة”. كما انتشرت بعض الشائعات حول وجود سفن عائمة مهجورة على سطح مياهه، و آخر تلك السفن كانت السفينة USS America CV-66 الحربية الأمريكية في بحر ساراجاسو عام 2005م.
وكان البحر مصدرًا لإلهام العديد من كُتاب القصص والروايات. فقد دخل في رواية الأديب الفرنسي جول فيرن في روايته “عشرون ألف فرسخ تحت البحر”.
وهناك رواية (Wide Sargasso Sea) للكاتبة الدومنياكانية “Jean Rhys” في عام 1966م، والتي حُوِّلت منذ تأسيسها إلى فيلم سينمائي وأوبرا موسيقية ومسلسل تلفزيوني. وهناك الكثير من الأفلام والقصص والكتب التي أُلِّفت حول بحر ساراجاسو بالإضافة للأعمال الموسيقية وحتى الألعاب الإلكترونية.