رام الله - الاقتصادي - (العربي الجديد) - منذ حوالي عشرين عاماً أصبح التطريز الفلسطيني مهنتها، ومصدر دخلها، وقد بدأت إنتاجها من المطرزات الفلسطينية على عدد كبير من المجسمات التي تمثل خريطة فلسطين لطلبة الجامعة في نابلس.
خريطة فلسطين الحقيقية وبدون تزييف، وبجميع الأحجام لحد أن يصل أطولها إلى المتر، وكانت هذه الخرائط أكبر هدية أو خدمة تقدمها راندا البرغوثي لطلبة الجامعة بمناسبة تخرجهم.
لا تنكر راندا دور الأمهات ومعلمة الأشغال اليدوية في تنمية موهبتها حرصًا على الأصالة والتراث، بعد أن اكتشفن موهبتها وقدرتها على التطريز على أصغر قطعة أمامها.
اعتمدت راندا البرغوثي على اختيار جميع الألوان في التطريز الفلسطيني وليس فقط اللونين الأحمر والأسود، وتخصص جزء من عملها لتصميم الشال الفلسطيني، فهو الهوية الباقية رغم كل المتاعب، وهو مناسب لجميع النساء سواء الفتيات أو العاملات، ولأنه أيضاً يوضع على الشعر أو الأكتاف، ويستخدم في جميع الأوقات، دون مناسبات.
وتحرص البرغوثي على الأمانة في أن يصبح إنتاجها قليلاً ولا يزيد عن عدة قطع في الشهر ولا تعتمد استخدام الآلات في التطريز والادعاء بأنها أشغال يدوية.
ترفض الرغوثي بيع قطعها لأي جهة رغم العروض المغرية، فالجهات والهيئات التي تعرض عليها شراء منتجاتها تريد أن تزور التاريخ وتنسب العمل الفنيّ لبلادها، ولكنها واثقة من أنها ما دامت تمتلك الموهبة فمن الصعب أن تُزوَّر أعمالها.
تفكر راندا في إعادة تدوير المقاعد والأرائك القديمة وإضافة التطريز كي يستطيع صاحب القطعة أن يحافظ على أصالتها، فهناك أشخاص يحتفظون بقطع أثاث قديم ولها تاريخها ولكنهم لا يعرفون كيف يظهرون جمالها، أو بما يتلاءم مع روح العصر، ولكن مشروعها هذا بحاجة لجهات تموله، وحتى يتم ذلك فهي تستمر في عملها في منزلها الذي تحول إلى متحف صغير تزين جدرانه وزواياه المشغولة بالفن والخياطة والتطريز.