نرغب جميعًا في إنجاز الكثير من الأشياء، حتى نشعر بإنتاجيتنا، إلا أن العمل بجهد ليس كالعمل بذكاء. يوميًا تواجه العديد من المهام الكبيرة، مع وجود مطالب أكثر تعقيدًا لتعلّم مهارات ومعارف جديدة، والإتيان بأفكار خلّاقة، وجذب عملاء جدد، وتحقيق أهداف الإنتاج.
قد تكون لديك مجموعة من الأعمال، فتبدأ بأول مهمة لكنها تستغرق معك وقتًا طويلًا، لتكون النتيجة أنك تُهمل المهمات الأخرى التي قد تكون أكثر أهمية. بحسب الخبراء، إنجاز الأعمال السهلة قد تكون وسيلة للتسويف والمماطلة، فأنت تؤجل المهام الأكثر تحديًا، لكنها في ذات الوقت الأكثر أهمية للنجاح على المدى الطويل. إن واصلت على هذا النحو، فأنت تدّمر طريق وصولك للنجاح، حيث إنك تحرص على تخفيف القلق على المدى القصير، مقابل خلق أزمة على الطريق.
– من المهم أن تخصص 20 دقيقة كل صباح ومساء من أجل التخطيط للمدى الطويل.
– قم بعمل قائمة منفصلة للمهام اليومية، وقائمة أخرى للأهداف المرغوب بتحقيقها على المدى الطويل، وقم بتفريع تلك الأهداف إلى مجموعة من المهام الصغيرة.
– ضع في مقدمة القائمة اليومية الأعمال والأنشطة الأكثر أهمية. ومع إنجاز الأعمال الأكثر تعقيدًا وأهمية سيشعر دماغك بالصفاء والتجدد، كما ستعيش المعنى الحقيقي للشعور بالإنجاز.
– بعد هذه الأعمال، لا تهُمل نفسك، خذ استراحة للمشي أو تناول الطعام.
العديد منا يحفّز نفسه بالنقد الذاتي، فنلوم أنفسنا على الكسل، وعدم الانتظام من أجل تقويمها، في حين أن هذه التكتيكات قد تعمل على المدى القصير، لكنك ستدفع تكاليفها على المدى البعيد عاطفيًا.
النقد المستمر لأنفسنا، يخلق القلق الذي قد يؤدي للتصرف بتهور، دون التفكير الجيد بالبدائل المتاحة، والعواقب. كما أن ذلك قد يجبرنا على العمل القاسي الذي يتعبنا، بما يستنفد طاقاتنا، والنتيجة عدم استغلالها في التفكير الذكي والمهام طويلة الأجل. فالاستراتيجيات قصيرة الأمد تضر بالصحة، فتجد أن الطلاب يقومون باستهلاك المواد المنشطة للبقاء يقظين طوال الليل، إلا أن ذلك يؤثر على مزاجهم وصحتهم.
تكلفة أخرى ندفعها نتيجة النقد الداخلي المستمر لأنفسنا، الشعور بالغضب والتمرد، فننظر إلى أعمالنا على أنها سبب للهموم والتكدّر، بدلًا من أن تكون مصدرًا لأفق جديد أو مصلحة تعود علينا بالنفع. بعدها نبدأ بإلهاء أنفسنا بالتلفاز، أو ألعاب الكمبيوتر، أو الطعام، أو قد يلجأ البعض للمخدرات والكحول؛ لتجنب الفوضى الداخلية التي نشعر بها نتيجة ثقل الأعباء، وعدم القدرة على تحديد بوصلة البدء. حينها سيكون الثمن الذي ندفعه باهظًا جدًا، فيما يتعلق بصحتنا، وحياتنا، والرضا، والإنتاجية.
– امنح نفسك جرعة كبيرة من الحب والرفق. الرأفة بنفسك لا تعني تقديم الأعذار للسلوك غير الصحي، والأهداف التي لم تتحقق، إنما ستساعد في توجيهك للطريق مرة أخرى بلطف.
يجب أن تكون لديك قناعة بأنك إنسان، ومن الطبيعي ألا تفعل كل شيء بشكل مثالي. لذلك ابتعد عن الإفراط في الحكم الذاتي على نفسك، حينها ستعرف ما الذي يحصل معك، فتكون قادرًا على معالجة الأمور الجوهرية.
تحمُّل أعباء كثيرة، خطأ شائع يقوم به كثير منا، والنساء على وجه الخصوص أكثر حرصًا على رعاية الآخرين، وتحمُّل أعباء ثقيلة. هنا يجب أن تطرح تساؤلات، هل تعتني بالآخرين على حساب نفسك؟ وهل كل مهمة يجب أن تفعلها بمثالية تامة؟ لماذا تقوم بتحميل نفسك الكثير؟
أنت ترغب في الحصول على درجات عالية، ووظيفة مربحة، ومكانة اجتماعية مرموقة، وترغب في أن تكون عنصرًا نشطًا في مجموعتك، وكل ذلك في آن واحد، ودون تخطيط، أو وضع الأولويات في الاعتبار. فعدم التفكير وتخطيط الوقت، قد يمنعك من الوصول لنمط حياة صحي، مع عدم القدرة على إتمام مشاريعك الهامة. في نهاية المطاف تجد نفسك مثقلًا بالأعباء فتستسلم!
– هناك مقولة هامة :”حين تقول نعم للآخرين، فتأكّد أنك لم تقل لا لنفسك!”.
– عليك التفكير مليًا قبل الالتزام بكثير من الأمور. إن كنت ممن يبادرون لإنجاز الكثير من الأشياء لأنك لا تجد آخرين لديهم حس المبادرة فهذا هو الوقت لتتوقف عن ذلك. فغيرك لن يتقدم للأمام لينجز المهمة طالما يرى أن هناك أحدًا ما يقوم بإنجازها. فإن قمت بترك المهمة لبعض الوقت، فأنت بذلك تعلّم غيرك تحمُّل المسئولية. هذا ينطبق على الأعمال المنزلية، ومشاريع العمل، والأعمال التطوعية.
– تذكّر أن المفتاح الأساسي لتحقيق أهدافك هو تحديد الأولويات، واختيار الأنسب من بين الفرص.