يعبد (جنين) - الاقتصادي - علاء دراغمة - يلملم أصحاب مشاحر (أماكن صنع الفحم) في بلدتي يعبد وزبدة قضاء جنين، ما تبقى من معدات، كانت قوات إسرائيلية قد اقتحمتها نهاية الأسبوع الماضي وصادرات غالبيتها.
المشاحر التي تعد مصدر رزق لأكثر من 1000 أسرة في تلك المناطق، تشكل صناعتها أكثر من 50% من حاجة السوق المحلية من الفحم متعدد الاستخدامات.
يقول أحمد أبو بكر، أحد أصحاب المشاحر في بلدة يعبد، إنها المرة الأولى التي تقدم فيها قوات الاحتلال على مصادرة بضائع ومعدات من داخل المشاحر.
وأضاف في حديث مع الاقتصادي، إن الاحتلال يتذرع بتلوث البيئة الناتج عن عمل المشاحر، "أجرينا عديد الدراسات مع المؤسسات الرسمية، ونسب التلوث الناتجة لا تذكر حتى لأنها ضئيلة جداً".
ونهاية الأسبوع الماضي، أصدر منسق أعمال الحكومة في المناطق، الميجر جنرال يؤاف موردخاي، "لأول مرة اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المشاحر في منطقة جنين، من قبل الإدارة المدنية ووحدة الإشراف".
وبحسب المنسق، فإن القرار يقضي "باتخاذ إجراءات ضد المفاحم وما تسببه من مجازر بيئية وصحية، في أعقاب المحاولات لإيجاد حلول لهذه المشكلة وعدم تعاون الجانب الفلسطيني بالتعامل مع هذه المفاحم بهدف تقليص التلوث التي تسببه".
ويدعي المنسق في بيانه، أن "أكثر من 25% من أطفال قرية يعبد يعانون من مشاكل في التنفس بسبب هذه المشاحر و70% من العاملين في صناعة الفحم يعانون من مشاكل تنفسية وأمراض سرطانية".
ومن خلال عمليات المداهمة التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، استولى الاحتلال على أدوات عمل وأكثر من 160 طناً من الأخشاب، كما جاء في البيان.
بدوره، استنكر محافظ جنين اللواء إبراهيم رمضان إجراءات الاحتلال العنصرية بملاحقة لقمة عيش المواطنين في بلدة يعبد ومنطقتها، مشيرا إلى أن منطقة يعبد تعتمد بالدرجة الأولى في اقتصادها المحلي على صناعة الفحم.
وقال رمضان في تصريحات أوردتها الوكالة الرسمية للأنباء، أن "سياسة الاحتلال في التخريب والتضييق على المواطنين في رزقهم ومصادرة الأراضي لن تزيدنا إلا إصرارا وتمسكا بأرضنا وتحقيق ثوابتنا الوطنية".
ويقول رئيس بلدية يعبد سامر أبو بكر، إن صناعة الفحم إحدى معالم اقتصاد منطقة يعبد، وذرائع الاحتلال واهية، متسائلاً إن كان ضرر الدخان المنبعث من مشاحر يعبد أكثر ضرراً أم المصانع الكيماوية في المستوطنات، والتي تنشر الأمراض وتدمر الإنسان والبيئة؟