رام الله - الاقتصادي - علاء دراغمة - نحو الطريق الى الحدّادة الفلسطينية الأولى "ام سيف" في قرية عوريف، جنوب غربي مدينة نابلس، استوقفنا شخص لنسأله عن مكان سكنها وكان جوابه: "انا لا اعرف ام سيف لكن اعرف الحداد "ابو سيف" وممكن أن آخذكم الى مكان عمله (المحددة)".
وعند وصول "الاقتصادي" إلى محددة أبو سيف سألناه عن زوجته، فأجاب: "لا عمي مش أنا أبو سيف إللي بتدورو عليه، هدا حداد ثاني بالبلد خلى (جعل) مرتو تشتغل معه".
مضيفاً بعصبية: "تعالو ادلكم على بيتو".
وخلال الطريق قال الحداد: "انا مرتي موجودة بالدار وشغلتها تعلم الولاد والبنات وتدير بالها على الدار مش تشتغل بالحدادة".
وأضاف: "والله فضحوني كل الناس صارت ترن علي تسألني كيف بتخلي مرتك تشتغل حدادة وبتطلعها عالإعلام".
وعند وصولنا الى المحددة الموجودة وسط منطقة سكنية داخل القرية، وجدنا رنيم وزوجها أبو سيف يشاركان بعضهما العمل، وابناؤهما: سيف (12 عاماً) وفارس (10 سنوات) يساعدونهم بجلب الاحتياجات.
وتقول أم سيف (30 عاماً) المتشحتان يداها بالسواد من طبيعة العمل: "بدأت العمل في مهنة الحدادة قبل اربع سنوات بعد ان تعرض زوجي لإصابة عمل شديدة خلال عمله في إسرائيل اقعدته عن العمل لمدة خمس سنوات".
واضافت وهي ترتدي جلباباً اسوداً تعرض لحروق نتيجة العمل بالحديد، "طرقت ابواب جميع المؤسسات والجمعيات المختصة لكي تساعدني على اعالة اسرتي المكونة من ثلاثة اولاد وبنت، لكن للأسف لم يستجب احداً".
واستطردت: "اضطررت أن أبدا العمل في مهنة زوجي الرئيسية وما اخدت معي وقت طويل لتعلمت.. صح الشغل صعب ومتعب بس ما بدي اضل استنى من قرايبي بعطفو علي عشان يعطوني 50 شيكل".
اما زوجها ابو سيف الذي قارع المجتمع المحافظ في القرية يقول: "انا فخور جداً بزوجتي الي لما وقعت وقعدت سنين وانا اتعالج وما لقيت حدا يوقف معي ولا مع ولادي الا هي".
ويضيف: "صح في ناس بتحكي كيف ابو سيف مشغل مرتو وهي لازم تقعد في البيت، بس لا انا لقيت في مرتي احسن من اي عامل اشتغلت معه بحياتي".
وبين ابو سيف الذي يحمل اوراقاً تثبت بأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد الضربة التي أصيب بها في دماغه: "انا مبسوط جداً في الي وصلنالو حالياً وانشاء الله راح نطور هاي المحددة لكلية تعليم الحدادة، واول خطوة عملناها شرينا ارض".
واشار الى انه خلال السنوات القادمة سيعمل على بناء مشروع كلية تعليم الحدادة لذوي الاحتياجات الخاصة ليثبت للمجتمع الفلسطيني انهم قادرون على العمل ويجب على الجميع الوقوف معهم".