رام الله- الاقتصادي- "إن تشكيل )بنيامين نتنياهو( سياسة يمينية ضيقة ومتطرفة، سيجلب للحكومة الإسرائيلية متاعب اقتصادية وسياسية على المستويين العالمي والفلسطيني، وبخاصة إذا ما اتسعت رقعة المقاطعة الاقتصادية في أوروبا، وكمحصلة للسيناريو القاتم الذي سيواجهه الاقتصاد الإسرائيلي، سيوضع "الشيقل" أمام تحديات كبيرة في الأسابيع القادمة"، يقول الخبير في الشؤون الاقتصادية د. نصر عبد الكريم.
ويؤكد عبد الكريم إن تطرف الحكومة الجديدة وسياساتها ستشكل علامة سلبية فارقة في الأداء الاقتصادي الإسرائيلي، الذي سيجرّ معه "الشيقل"، ويضمن ارتفاع "الدولار" الأميركي بأريحية.
انخفاض متوقع
ويوضح عبد الكريم أن "الانخفاض الذي طرأ مؤخرًا على "الدولار" الأميركي يعد أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا، وأن تصحيح سعر صرف "الدولار" الأميركي يؤثر حتمًا على العملات باختلافها، وليس على "الشيقل" بوجه الخصوص، فانخفضت العملة الأميركية أمام الـ"يورو" (الأوروبي)، والجنيه الإسترليني (البريطاني)، و"الين" (الياباني)، إلا أنه عاود، يوم الجمعة، للارتفاع من جديد أمام هذه العملات، وبالتالي أمام "الشيقل".
وأضاف أن "هذا التذبذب في سعر صرف "الدولار" الأميركي يتعلق بأحداث ومعطيات وبيانات لها علاقة بالوضع الاقتصادي الأميركي والأوروبي والعالمي، وليس متصلا بشكل مباشر بوضع الكيان الإسرائيلي".
ارتفاع حتى إشعار آخر
وفي صعيد متصل، يبيّن عبد الكريم أن "الأساسيات الاقتصادية لـ"الدولار" ما زالت قوية مقارنة مع باقي عملات العالم، ويقول: لما ذكرته سابقًا، أتوقع ألا يستمر الدولار بالهبوط، بل أرجح أن يعاود الارتفاع في الأسابيع القادمة، وألا نراه يتدنى إلى المستويات السابقة، لكن يجب أن نأخذ بالاعتبار أنه، خلال الأيام القادمة، ستحسم أزمة ديون اليونان وعلاقتها بالاتحاد الأوروبي، سواءً سلبًا أو إيجابًا، الأمر الذي سيؤثر على أسواق العملات كلّها".
ويوضح أن التقلبات الطارئة على سعر صرف "الدولار" طبيعية ومستقرة، حتى ظهور بوادر أو علامات نهائية حول موعد رفع الاحتياط الفدرالي الأميركي سعر الفائدة، الذي يقترب أكثر فأكثر، مع ظهور بيانات اقتصادية أمريكية ذات طابع إيجابي".
معطيات أميركية تنصر العملة الخضراء
ويعلّل الخبير الاقتصادي د. نصر عبد الكريم انخفاض "الدولار" بظهور بيانات أميركية اقتصادية ضعيفة، فيما ظهرت بالمقابل بيانات تدلل على تعافي الاقتصاد الأوروبي وانحسار لمخاوف أزمة ديون اليونان، التي تجعل انخفاض "الدولار" مبررًا.
وسجل "الدولار"، يوم الجمعة، ارتفاعًا أمام "اليورو" و"الين"، و(الشيقل)، بسبب ظهور معطيات إيجابية حول الوظائف الأميركية وانخفاض نسبة البطالة في أميركا إلى حوالي 5.5%، وهي أدنى نسبة منذ 8 سنوات، هذا أدى إلى أن يقوى "الدولار" مرة ثانية أمام العملات الأخرى، باستثناء الجنيه الإسترليني، الذي تقبلته الأسواق العالمية بحفاوة، بعد فوز المحافظين في بريطانيا.