رام الله - الاقتصادي - الجمهورية - نعرف جميعاً أهمية الإنترنت في حياتنا اليومية، فنحن نستخدمه في تصفّح الشبكات الإجتماعية والترفيه ومشاهدة الأفلام وفي العمل والتواصل مع الآخرين أينما وجدوا حول العالم. أصبح الإنترنت جزءاً لا يتجزّأ من تفاصيل حياتنا اليومية ولا يمكن الإستغناء عنه بأيّ شكل من الأشكال سواء على الصعيد الشخصي أو المهني أو الإجتماعي.
فإنقطاع الإنترنت لفترة دقائق منذ فترة بسبب عطل تقني أدّى الى شلل تام على صعيد الإتصال وتداول المعلومات لجميع أنواع التعاملات اليومية سواء الإجتماعية أو الإقتصادية أو الثقافية والإنسانية، لأنه وسيلة التواصل الأولى بل والوحيدة لدى البعض. فماذا لو إختفى الإنترنت فجأة من حياة البشر؟
ربما أوّل إجابة على هذا السؤال تكون من الفرد نفسه على الصعيد الشخصي قبل أن تنتقل الى الصعيد العام. فتخيّل ماذا تشعر عندما تمسك بهاتفك الذكي لتصفح آخر الأخبار أو تستعرض أحدث النشاطات على الشبكات الإجتماعية، لتجد أنّ المتصفح يعطيك رسالة أنه لا يوجد لديك إتصال بالإنترنت. فإنّ أوّل شيء تفعله هو سؤال من حولك إذا هنالك مشكلة في الشبكة أم الأمر يقتصر عليك فقط، وتشعر كأنك منقطع عن العالم ويصيبك الضياع.
أبرز التأثيرات
بما أنّ الإنترنت يدخل في غالبية جوانب حياتنا، فعلى الجانب الإقتصادي سيتأثر الاقتصاد سلباً حول العالم وسيهتز إلى الحدّ الذي يمكن أن يصل للإنهيار التام، لأنّ هنالك ملايين الشركات حول العالم تعتمد بشكل كامل على التواجد الإفتراضي على شبكة الإنترنت وليس لها أيّ وجود واقعي على الأرض. وهذه الشركات التي تساوي مليارات الدولارات وتقدّم خدمات إفتراضية ستصبح صفراً وجميع المستثمرين فيها سيخسرون أموالهم، كذلك ملايين الأشخاص من أصحاب العمل الحرّ حول العالم.
بالإضافة الى ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ستلحق خسائر فادحة بالبنوك والشركات والهيئات والمؤسسات المحلية والعالمية وشركات الطيران والمؤسسات الإعلامية وغيرها من القطاعات التي تعتمد أيضاً على الإنترنت بشكل مطلق. فغياب الإنترنت سيترتب عليه نقص حاد في سرعة وسرّية وفاعلية تداول المعلومات والبيانات، ما شيؤثر بشكل هائل على هذه الموسسات وعلى عملائها.
أما إجتماعياً، وعلى الرغم من وجود وجهة نظر تقول إنه التأثير سيكون إيجابياً لأنه سيساعد على التواصل الإجتماعي الحقيقي بدل من التواصل على الشبكات الإجتماعية وتطبيقات الدردشة، إلّا أنه أيضاً هنالك وجهة نظر تقول إنّ متطلبات الحياة والعمل لم تعد تتلائم مع مفهوم التواصل الحقيقي، لذلك ستقتصر الامور على الرسميات في أفضل الحالات.
على الصعيد العسكري ستخسر الدول المتطوّرة كثيراً، كونها تعتمد بشكل كامل على المعلومات والإتصال. وفي هذا السياق، سيختفي مفهوم الحروب الذكية وسيصبح الإعتماد على الكفاءة البشرية هو عامل الفصل.