رام الله - خاص الاقتصادي - يجلس المواطن الفلسطيني "أنس حواري" في حافلة تنتظر العبور إلى الحدود البولندية، بينما يفحص عناصر من الجيش جوازات سفر الركاب.

يمسك عنصر الجيش البولندي، جواز "أنس" الفلسطيني، ويقلبه يمينا ويساراً أعلى وأسفل لفهم ماهية هذا الكتيب الذي تغلب عليه اللغة العربية، ويتناقش مع زميله ويقول: "ما هذا الكتاب.. من أين جاء المسافر".

وبعد ربع ساعة من الفحص، دخل أنس إلى بولندا بعد أن فهم عنصرا الجيش أن الكتيب هو جواز سفر فلسطيني، لدولة اسمها فلسطين تقع في في الشرق الأوسط.

"أنس"، الذي سافر لأكثر من 13 بلداً، يتحدث لـ "الاقتصادي"، أن عشرات المواقف التي واجهته بسبب جواز سفره الفلسطيني، وجهل شرطة الحدود بدولة في الكرة الأرضية اسمها فلسطين.

ومطلع الأسبوع الجاري، أعلن "أنس" عبر مقطع فيديو، أنه سيتحول إلى سفير لا يتبع لأية وزارة، متنقلاً يجوب غالبية دول العالم الصغيرة قبل الكبيرة، للتعريف بفلسطين وجوازها وقضيتها.

"أنني خلقت فلسطينياً يعني أن هذا جزءاً مني، كلون عيني وبشرتي لا يمكنني تغييره.. أستغرب من استغراب موظفي الحدود من وجود جواز في العالم يتبع لدولة فلسطين"، كما يقول.

لكن أنس، يعاني كغيره من آلاف الفلسطينيين في المطارات وعلى الحدود من جوازه الفلسطيني، رغم وجود أكثر من 100 سفارة وقنصلية ومكتب تمثيلي لفلسطين في غالبية دول العالم.

ويضيف أنس: "سأبدأ قريباً لكن لا أعلم متى بالتحديد، للبدء برحلة سفر للعديد من دول العالم للتعريف بفلسطين دولة واقعة في الكرة الأرضية، ونشر مقاطع فيديو وصور من كل دولة أزورها أعرف فيها عن بلدي المحتل".

ويؤكد أنس الذي يعمل محللاً مالياً، أنه سيباشر برحلاته رغم عدم امتلاكه الأ٬وال الكافية، "أكذب عليك إن قلت أنني أملك ثمن عدة رحلات، لكنني سأبدأ".

ويشير إلى أن العديد من الدول قد يواجه صعوبة في الحصول على فيزا لدخولها، "ربما تكون وزارة الخارجية عنواناً صحيحاً تساعدني للحصول على الفيزا لدى سفارتها المنتشرة حول العالم".

وختم حديثه: "لا أريد السفر لأجل السياحة أو المتعة، لا، هدفي واضح ورسالتي واضحة سأعرف العالم بفلسطين، حتى لا يتفاجأ صديقي أو ابني مستقبلاً من عدم معرفة شرطة الحدود بفلسطين".

نبذة عن تاريخ الجواز الفلسطيني

جواز السفر الفلسطيني تصدره وزار ةالداخلية، لتسهيل عملية السفر الدُولية للفلسطينيين بناءً على اتفاقية الحكومة الذاتية الفلسطينية وفقاً لاتفاقية أوسلو المُوقعة في 13 سبتمبر 1993.

تم الإعلان في البداية على أنَهُ يُسمح باستخراج جواز السَفر الفلسطيني لأي شَخص يُقدم شهادة ميلاد فلسطينية ولكنَ الأمر غير واضح المَعالم حتى الآن، وَيُسمح حالياً باستخراج جواز السَفر الفلسطيني العادي لمن يَملك بطاقة شخصية فلسطينية.

في الفَترة ما بين 1924-1948 كانَ مُصطلح "الجواز الفلسطيني" يُشير إلى وثائق السَفر المُتاحة للمُقيمين في فلسطين أثناء فترة الانتداب البريطاني عليها، وكانت هذه الجوازات تحمل اسم (جواز سفر بريطاني، فلسطين) وَتَصدر مِن قبل المفوض السامي على فلسطين.

وفي 15 مايو 1948 أصبحت جَميع هذه الجوازات غير صالحة نظراً لانتهاء فترة الانتداب البريطاني على فلسطين.

وفي أعقاب نكبة 1948 أُتيحَ للمقيمين في فِلسطين الحُصول على الجواز الأردني وَالجواز الإسرائيلي، وذلك بناءً على أنَّ "من بقيَ في فلسطين بعد حرب 1948 هوَ مواطن رسمي فيها يُحق له الحصول على الجواز".

أما الفلسطينيين الذين هجروا أو هربوا إلى سوريا وَلبنان وَمصر أصبحوا عديمي الجنسية، خاصةً أنَّ مصر وسوريا ولبنان لم تسمح لَهم بالحصول على جنسيتها والاندماج بها كمواطنين رسميين.