غزة - الاقتصادي - إسلام أبو الهوى - لم تعد عمليات الشراء والبيع تعتمد على الشكل التقليدي حيث المحال المنتشرة في المدن والقرى والتي يرتادها المواطنون الراغبون بشراء ما يحتاجونه في حياتهم.

وربما في قادم السنوات ستختفي هذه المحلات من حياة كثير من الناس الذين باتوا يميلون الي البيع والشراء عبر الانترنت. 

وبات كثير من الناس يفضلون الشراء اون لاين لأنه يوفر الوقت والجهد رغم أنهم يدفعون مبالغ إضافية عند اختيارهم هذه الطريقة الحديثة .

في الأسواق الالكترونية كل ما تريد من شقق للإيجار والشراء وأراضي حتى فساتين السهرة وانواع مختلفة من الهواتف الذكية مرورا بالأدوات المنزلية وليس انتهاء بالكتب والإكسسوار.

وفي هذه الاسواق الوسيط الوحيد بين ما يملك القطعة ومن يشتريها هو الانترنت وامكانية التواصل عبره وانتقاء ما ترغب كما فعلت.

تقول الشابة آلاء بدر 28 عاما من مدينة غزة: "من حوالي عام ونصف أصبحت أفضل التسوق الالكتروني عن نزول السوق لما يوفره لي كثير من الوقت والجهد بسبب توفر الكثير من الخيارات والتي احيانا لا أجدها في الاسواق بالإضافة إلى سهولة  الدفع وسرعة التوصيل.

وتضيف:"اتابع العديد  من الأسواق الالكترونية المتخصصة ببيع الملابس ومستلزمات التجميل والادوات المنزلية وغيرها وكثيرا ما أجد ضالتي فأسرع بالسؤال عنها وحجزها لمعرفتي بكثرة الاقبال على هذه الاسواق لافتة إلى ان التسوق الالكتروني يحمل نفس المتعة للتسوق الفعلي مع ميزة توفير الجهد في البحث.

أما ام مصطفى 35 عاما لا تفضل التسوق الالكتروني لما تشاهده من خلال تصفحه لتلك الاسواق عن شكاوي المشترين الكثيرة بسبب عدم جودة المنتجات او تطابقها مع المعروض.

وتضيف :" لماذا أشتري سمك في ماء ما دمت استطيع ان انزل إلى السوق وانتقى ما يلائمني معتقدة ان هذه الطريقة في التسوق مقتصرة على فئة معينة من السيدات العاملات اللاتي لا يجدن الوقت للتسوق.

مشاريع اون لاين

ست فتيات تخرجن من كليات مختلفة بمعدلات مرتفعة لكن الحظ لم يحالفهن بسبب الأوضاع المتردية في قطاع غزة ، لجأن إلى العمل في التطريز الفلاحي لإشغال وقتهن .

تقول نور شعشاعة بدأت مسيرتنا بعمل صفحة على الفيس بوك من لنشر مطرزاتنا في حين استثمرت ندرين دراستها تصميم ديكور لتصميم الشعارات والرسومات المميزة مع تنسيقها بألوان جذابة .

وتكمل بدور :" تعلمنا التطريز الفلاحي خلال الدراسة المدرسية لكن بدأت الفكرة تتطور في فترة الاجازات الصيفية من خلال عمل المحافظ لنا وعمل هدايا للأصدقاء لافتة إلى انه بعد التخرج وعدم الحصول على فرصة عمل مباشرة بسبب الاوضاع توسعت لدينا فكرة التطريز الفلاحي وبدأت تتسع اكثر واكثر بس زيادة وقت الفراغ الى ان قررنا ان يكون لنا اسم وان نشارك في المعارض وبما اننا 6 اخوات اتخذنا اسم THE 6 FLOWERS شعارا.

وتقول بسمة :" لاقت اعمالنا المعروضة على صفحة الفيس بوك اقبالا شديد خاصة من خارج قطاع غزة مما حفزنا لمتابعة عرض المزيد من المطرزات وتطوير اعمالنا حسب رغبة الزبائن مؤكدة أن الانترنت حلقة وصل جيدة وسهلة للتواصل مع الزبائن من أول خطوة في البدء حتى نهاية التسليم مما يشعرهم بالرضا وابداء الملاحظات ان وجدت.

وتابعت آية لـ" الاقتصادي" نسبة 70% من أعمالنا يتم بيعها لخارج قطاع غزة وبفضل التسويق الصحيح عبر الانترنت وصلت اعمالنا إلى كافة الدول العربية بما فيها الامارات والسعودية وايضا الولايات المتحدة وفرنسا ويتم توصيل المطرزات عبر البريد السريع.

وتحلم الفتيات الست بفتح مركز تدريب للنساء والفتيات العاطلات عن العمل لتدريبهن على التطريز الفلاحي بالإضافة إلى معارض في كافة فروع العالم.

بدورها نور 25 عاما صاحبة جروب رتاج اون لاين للسيدات فقط تقول :"بدأت البيع اون لاين منذ اربع سنوات بمشغولات صوفية واكسسوار بسيطة وكان الاقبال قليلا ومع الوقت توسع عملي من خلال اقربائي وعلاقاتي في الخارج حيث بدأت في استيراد الملابس من تركيا وغيرها وأعرض منتجاتي ويتم الحجز مما زاد من توسعي وانتشاري حتى أصبحت من اكثر الاسواق الالكترونية شهرة بين اوساط السيدات الغزيات.

وتضيف:"الانترنت كان وسيلتي الوحيدة للعرض ولم تكن العملية سهلة كما يعتقد الاخرين ، فهناك اساليب في الاقناع نفسها التي تستخدم في المحلات ويتم المفاصلة على السعر مما يكلفني الكثير من الوقت والجهد الذهني إلى ان حدد وقت معين لا ستطيع ان استقبل الكم الهائل من الاستفسارات والحجوزات ما بين الساعة العاشرة صباحا حتى الخامسة مساء.

وتقول : "أكبر العقبات التي واجهتني هي اغلاق المعابر المستمر مما يؤخرني في تسليم الحجوزات أو إلغائها من قبل الزبائن مما يعود عليا بالخسارة لافتة إلى ان المنافسة اصبحت كبيرة في الآونة الاخيرة خاصة أن كثير من المحلات في الضفة الغربية مكنت من وصول بضائعها إلى القطاع وبالتالي أصبحت البدائل والخيارات متعددة ومغرية لدى الزبائن.

ولا تختلف قصة نجاح المهندسة المعمارية منار البنا عن غيرها من صاحبات الطموح في اثبات نفسها رغم ما يمر به قطاع غزة من ظروف قاهرة لأحلام الشباب والشابات.

منار المهتمة بمجال الازياء والموضة من حوالي ثلاث سنوات واجتهدت لتطور من مهاراتها حتى افتتحت مشروعها الخاص " ماكس فاشن " المهتم بتصميم أزياء المحجبات بما يتناسب مع السيدة الفلسطينية بروح عصرية بالإضافة إلى تصميم فساتين السهرة .

وتؤكد البنا لـ"الاقتصادي:" أن الانترنت ساعدها بشكل كبير للوصول لأكبر فئة مستهدفة من النساء والفتيات التي يرغبن في تصميم ملابسهن بأسلوب عصري مميز لافتة إلى ان الاقبال في ازدياد يوما عن الاخر من كافة محافظات القطاع معتبرة ان مواقع التواصل الاجتماعي فرصة ذهبية لعرض تصاميمها وتسويقها بكل سهولة.

وتكمل :" أن ما حازت عليه من صيت ونجاح عبر الانترنت جعلها مؤهلة لتكون معيدة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية وتدرس في قسم تصميم الأزياء.

في السياق نفسه يرى المحلل الاقتصادي معين رجب ان التسوق الالكتروني هو تطور ايجابي في مجال التسوق بطرق سهلة ميسرة متاحة للجميع وبالتالي مردودها إيجابي خاصة وأنها اجتازت الحصار الذي وضعه الاحتلال من خلال تحكمه المستمر في اغلاق المعابر وتقييد حركة الاستيراد والتصدير.

وأضاف رجب لـ"الاقتصادي" ان وجود التطورات التكنولوجية الحديثة أوجدت التسويق الالكتروني كأسلوب فعال ومطلوب  لدى شريحة واسعة من أهالي القطاع مؤكدا التسوق الالكتروني يلعب دورا هاما في تحريك الاقتصاد خاصة ان غالبية المحلات أصبحت معتمدة بشكل رئيس على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض بضائعهم ويتيح للمتسوقين الوصول إلى جميع المنتجات وشرائها بكل سهولة.