الخليل - الاقتصادي - (افاق البيئة والتنمية) - في مطلع أيلول الماضي، جاء الرد من قبل مجلس الحرف العالمي ومركزه الصين، باعتماد الخليل مدينة حرفية عالمية.
خطوة تأمل منها وزارة السياحة وأصحاب الحرف التقليدية، بأن تحدث نقلة نوعية وتجعل الخليل وجهة سياحية تنعش الاقتصاد المحلي.
منذ عام 1962 يعمل نادر جلال الدين في مجال حرفة صناعة الخزف، بعد أن ورثها عن والده، وهو يعمل الآن على نقل التجربة لأحد أبنائه.
ترأس جلال الدين رئاسة اتحاد الصناعات التقليدية في فلسطين لـ 15 سنة، قال بكثير من التفاؤل: " أن تكون الخليل مدينة حرفية عالمية، هذا يعني أن أي شخص يقوم بالبحث عن الحرف في كل العالم، فسيجد الخليل رائدة في هذا المجال. الخليل عادت إلى الواجهة من جديد، ونأمل أن تحدث هذه الخطوة فرقا واضحًا لدى الحرفيين".
تأسس مجلس الحرف العالمي عام 1964، في نيويورك بالولايات المتحدة، كمنظمة غير ربحية هدفها المحافظة على الحرف اليدوية كعنصر مهم في حياة الشعوب الثقافية.
أربع حروف تنقل الخليل للعالمية
حِرف الخزف، الفخار، الزجاج والتطريز، رشحت الخليل لهذا اللقب الذي استحقته عن جدارة، بعد شهور من تحضير الملفات واستيفاء المتطلبات اللازمة.
تروي نداء العيسة، مدير عام الادارة العامة للخدمات السياحية في وزارة السياحة مراحل الحصول على هذا اللقب، "في اذار تلقت الوزارة هذا الملف ولأول مرة يتم التعامل معه فلسطينينا من قبل مجلس الحرف العالمي، وطُلب منا ترشيح مدينة فلسطينية كمدينة حرفية عالمية، ووقع الاختيار على مدينة الخليل".
تعتبر الخليل أحد أجزاء المربع السياحي الفلسطيني بالشراكة مع بيت لحم، اريحا والقدس ولها دور في استقطاب السياحة الاسلامية.
تتابع العيسة "اخترناها لتنشيط الحركة السياحية الداخلية والخارجية، كان لنا هدف سياسي يتعلق بدعم صمود اهالي البلدة القديمة في ظل الحصار المفروض عليهم. واردنا تعزيز القيمة التراثية التاريخية الدينية للمدينة. ومن هنا بدأ التحدي، كان أمامنا 30 يوما لتقديم الملف، وكان يجب علينا ان نثبت ان الحِرف في الخليل مستدامة وتنقل من جيل إلى جيل".
اجتمعت الجهات المعنية من وزارة السياحة وبلدية الخليل والغرفة التجارية الصناعية ولجنة الإعمار والمحافظة وجرى تشكيل لجنة تحضيرية عقدت اجتماعات متفرقة على مدار شهر، وفي هذه الفترة جرى جمع معلومات عن كل حرفة واثبات نقلها من جيل لآخر، وجود مدارس اكاديمية تدرس الحرف. ليُنقل الملف الى المجلس الاداري لمجلس الحرف العالمي، الذي قام بدراسة الطلبات من كل العالم على مدار 40 يوما.
حبست العيسة أنفاسها وهي تروي مسيرة الحصول على اللقب "تم اختيارنا من بين 15 مدينة في العالم ضمن اللائحة القصيرة، واستقبلنا بعد ذلك لجنة تحكيم من المجلس إلى أرض الواقع للتأكد من المعلومات المقدمة.
وهنا دخلنا التحدي الأكبر للحصول على التصاريح لدخول اعضاء اللجنة الى الاراضي الفلسطينية رغم العراقيل الإسرائيلية، وأجريت الزيارات التفقدية والالتقاء بالحرفيين وزيارة المدارس الاكاديمية والوقوف على كافة التفاصيل".
نقلة نوعية للحرفيين ومكاسب مختلفة
ترى وزارة السياحة أن نيل لقب مدينة حرفية عالمية له عوائد اقتصادية وسياحية وسياسية كثيرة، فمجلس الحرف العالمي يوفر إطارا تنظيمياً متكاملا لجميع الدول التي حازت على هذا اللقب، ما يعني دعم الصناعات التقليدية الحرفية، وتعزيز مشاركات الحرفيين الاقليمية والدولية في المؤتمرات والمعارض والاسواق الخارجية.
ومن شأن هذه الخطوة، وفق الوزارة، أن توفر منصة تسويق وترويج للحرفيين حتى يتمكنوا من دخول الأسواق الخارجية، وتبادل الخبرات بين الخليل والحرفيين في الدول الاعضاء، وهذا الامر سينقل الحرف الفلسطينية الى اطار عالمي علاوة على أن قيمة هذه الحرف سترتفع محليا بعد زيادة الوعي بجودة هذه الصناعات.
تبادل خبرات وفتح آفاق للتسويق الخارجي
توجد في فلسطين 17 حرفة، يعمل فيها قرابة 20 ألف شخص، تشكل مصدر دخل أساسي لعائلاتهم، وفي الغالب توارثوها عن أجدادهم، وفق تقديرات اتحاد الصناعات التقليدية الفلسطينية.
ويرى الرئيس السابق للاتحاد نادر جلال الدين أن إعلان الخليل مدينة حرفية عالمية سيخرجها من الإطار المحلي إلى الدولي، من خلال جذب السياح الى المدينة، واتاحة المجال للحرفيين للسفر الى المعارض الخارجية في كل العالم.