رام الله - في بلدة طمون جنوب شرقي محافظة طوباس يزرع محصول الجزر المستوردة بذوره من هولندا وفقا لمشروع يُطرح لأول مرة في الضفة الغربية ليكون منافسا للمحصول الإسرائيلي في الأسواق الفلسطينية.
وكالعادة يمثل الاحتلال المعيق الأول حيث لم يزرع الجزر في السنوات السابقة لإعلان الجيش الاسرائيلي الأراضي الزراعية الواقعة ضمن منطقة (ج) مكانا للتدريبات العسكرية بالإضافة لمنعه وصول خط المياه لها، ويقول عبد الحكيم عبد الرازق مدير المشروع من طوباس "الاحتلال يشكل عائقا وتحديا كبيرا أمام مشروع زراعة الجزر، ويحاول استخدام خطوط المياه الزراعية كعامل للضغط علينا، ويعتبر أن الجزر والبطيخ حكرا لسوقه وشركات إنتاجه".
ويضيف عبد الرازق "تصل التكاليف التشغيلية للمشروع ما يقارب 35-40% من الأيدي العاملة بالإضافة لنصف مليون لتشغيل خط مياه من مخيم الفارعة والذي يبعد حوالي 25كم عن المنطقة الزراعية".
وأما المدة الزمنية التي يستغرقها المحصول فتمتد من 120إلى 140يوما موزعة على عدة مراحل أولها زراعة البذور ثم القطاف ثم المراحل المعتمدة على الآلات بشكل شبه كامل لغسل المنتج وتصنيفه وتعبئته.
وبلغ أعداد العاملين في قطف محصول الجزر مابين 50-60 عاملا من ضمنهم نساء وفتيات من القرى المجاورة بقرية طمون، فيقول معاذ أبوعرة أحد العاملين من قرية عقابا قضاء طوباس "عملت في قطف العديد من المحاصيل لكن الجزر يعتبر من أفضلها أثناء القطف ولا يتطلب جهدا كبيرا".
وتضيف الحاجة سميحة طلال من جبع قضاء جنين والتي رسمت بين خطوط يديها معالم المشقة لجلب لقمة العيش "20 سنة وأنا أعمل بالزراعة لإعالة أبنائي، وهذه المرة الأولى التي أقطف بها محصول الجزر الذي لا يكلفنا التعب الكبير على غرار المحاصيل الأخرى".
ولم تقف حدود المعيقات الإسرائيلية للمشاريع الفلسطينية عند حدود الوطن بل تعدت إلى خارجه، فيواجه مشروع الجزر تحديا كبيرا أثناء تصديره للدول الأوروبية بسبب السيطرة الإسرائيلية على معظم شركات الإستيراد فيها، فيشير عبد الرازق إلى أن الانتاج من الجزر يسد حاجة السوق الفلسطيني ونصدر لبعض دول الخليج لكننا نطمح بالتصدير للدول الأوروبية التي يعيق التغلغل الإسرائيلي فيها هذه الخطوة".
وكخطوة من شركات انتاج محصول الجزر للوقوف ضد المنافسة الإسرائيلية يشير عبد الرازق "اتحدت شركات (مزارع الفارعة والبقيعة الحديثة وشركة الفرات وتوب فيلد والكفير ) لانشاء مصنع للمراحل الآلية في مشروع الجزر بمساهمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تصل ل30%".
عن "دنيا الوطن"