رام الله - الاقتصادي - محمد عبد الله - رسمياً، أعلن اليوم عن إقامة المرحلة الأولى من مصنع الاسمنت شرق محافظة بيت لحم بشكل نهائي لا رجعة عنه، وفق ما صرح به مدير عام شركة سند للمواد الإنشائية، لؤي قواس.
مصنع الاسمنت، الذي لفظه أهالي بلدة عنبتا قضاء طولكرم والقرى المجاورة، خلال وقت سابق من العام الماضي، لأسباب بيئية في الدرجة الأولى، سيقام شرق بيت لحم على مساحة 3300 دونم، ويبعد 4 كم هوائي عن أقرب تجمع سكني، بحسب ما يؤكد القائمون عليه.
وفي مؤتمر صحفي عقد اليوم في بيت لحم، قال قواس، إن مساحة المصنع تكفي لأكثر من 50 عاماً من العمل دون الحاجة إلى التوسعة، بحجم استثمار إجمالي يبلغ 310 مليون دولار أمريكي.
قواس الذي اجتمع مع صحفيين الأسبوع الماضي استباقاً لمؤتمر، يقدم معلومات حول المشروع، قال إن المرحلة الأولى تتمثل في إقامة مطحنة للإسمنت ستكون جاهزة للعمل خلال 18 شهراً، بتكلفة إجمالية تبلغ 60 مليون دولار.
وسيوفر المصنع في مرحلته الأولى، ثلث حاجة السوق المحلية من الإسمنت، بقدرة إنتاجية تبلغ (مليون - 1.3 مليون طن) سنوياً، من إجمالي قيمة الاستهلاك المحلي البالغة 3.5 مليون طن.
ووفق أرقام رسمية صادرة عن سند، تبلغ قيمة مشتريات الإسمنت السنوية، بنحو 300 مليون دولار أمريكي، مصدرها إسرائيل والأردن وتركيا ومصر.
وستكون الأردن، هي المصدر الوحيد للمواد الخام القادمة لإنتاج الإسمنت، في مرحلته الأولى، على أن يكون المصنع الذي سيحمل اسم (مصنع اسمنت فلسطين)، قادراً على الإنتاج والتغليف في المرحلتين الثانية والثالثة.
قواس أكد اليوم في المؤتمر، أن الجانب الصحي والبيئي سيكون أولوية للشركة، سواء للمجتمع المحلي، أو البيئة التي يعمل فيها عمال المصنع المتوقع بلوغ عددهم لنحو 500 عامل بشكل مباشر، و 1000 عامل بصورة غير مباشرة.
ويزيد قواس: "سنخصص مبلغ 25 مليون دولار للمعدات البيئية والصحية في المصنع، منها نحو 3.5 مليون دولار أمريكي في مرحلته الأولى، ودراسة بالتعاون مع سلطة البيئة، للتعرف على الضرر البيئي المحتمل للمصنع".
الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كان على رأس الحاضرين للمؤتمر، وقال بشكل واضح، إنه لن يستمع لأية شكاوى جديدة حول المشروع الجديد، "وصلتني احتجاجات ومن الآن أقول لن استمع إليها.. وبتوقعي فإن الاحتجاجات السابقة لم تكن صحيحة في جزء منها أيضاً".
وتؤكد الشركة والحكومة أن الأراضي التي سيقام عليها المصنع تتبع للدولة، وليست ملكاً لأي فرد، وتقع على بعد 16 كم عن بيت لحم و 18 كم عن الخليل وتبعد 4 كم عن عرب الرشايدة.
وكان المقترح الأول لإقامة المصنع قرب بلد عنبتا شمال الضفة الغربية، إلا أن آلاف المواطنين من البلدة والقرى المجاورة نفذوا عدة احتجاجات رفضاً لإقامة المشروع، ما دفع الشركة للتراجع عن إقامته.