كبار السنّ يواجهون "عدواً" جديدا اسمه التكنولوجيا
AHC: 0.80(%)   AIB: 1.08(0.92%)   AIG: 0.17(%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.27(%)   AQARIYA: 0.78(%)   ARAB: 0.82(1.23%)   ARKAAN: 1.29(1.53%)   AZIZA: 2.84(%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.49(0.00%)   BPC: 3.74(%)   GMC: 0.76(%)   GUI: 2.00(0.00%)   ISBK: 1.12(%)   ISH: 0.98(%)   JCC: 1.53( %)   JPH: 3.58( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.47(%)   NAPCO: 0.95( %)   NCI: 1.75(%)   NIC: 3.00(0.00%)   NSC: 2.95(%)   OOREDOO: 0.79(0.00%)   PADICO: 1.01(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 3.91(0.26%)   PEC: 2.84(%)   PIBC: 1.09(%)   PICO: 3.50(%)   PID: 1.91(0.53%)   PIIC: 1.72(%)   PRICO: 0.29(3.33%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.06(1.85%)   RSR: 4.50(%)   SAFABANK: 0.68(%)   SANAD: 2.20(%)   TIC: 2.98(%)   TNB: 1.20(%)   TPIC: 1.95(0.52%)   TRUST: 2.85(%)   UCI: 0.38(%)   VOIC: 5.29(%)   WASSEL: 1.00(0.00%)  
12:00 صباحاً 01 أيار 2015

كبار السنّ يواجهون "عدواً" جديدا اسمه التكنولوجيا

رام الله- الاقتصادي-  مسافات تبعد وتقرّب الأجيال عن بعضها ومن بعضها، والسبب يعود لدخول التكنولوجيا أصغر تفاصيل الحياة الإنسانية. الابن صار يفوق أباه معلوماتية عن شؤون الحروب الالكترونية ومواقع البحث ووسائل الاتصال الرقمية وبرامج الاختراق، في حين اتسعت دائرة علاقات الفتاة في المرحلة المدرسية وتجاوزت الجيران وصديقات المدرسة والأقارب، وباتت أكثر خبرة من الأم في الكثير من شؤون الحياة!

غسان وإلهام أبوان لخمسة من الأبناء تتنوع أعمارهم بين المرحلة الابتدائية والإعدادية، يلمسان النقلة التكنولوجية الكبيرة وأثرها على التربية، ويحاولان ملاحقة احتياجات هذه النقلة بالتزود والتحصيل المعرفي الرقمي.

يتفق الأبوان على أن جميع الوسائل التكنولوجية -وإن خالط استخدام بعضها التعقيد كما ترى الأم- صُممت لتساعد الإنسان على قضاء أموره بشكل أسرع وأجدى. لكنهما يتفقان أيضاً على صعوبة منح الوقت اللازم للتعلّم والمتابعة، تقول الأم: "جيل التكنولوجيا هذا متعجل ويريد من أهله كل شيء، في حين لا يعطيهم حتى وقته. كان لدي بريد الكتروني وقد تم إغلاقه لأن أبنائي لا يتعاونون معي كفاية لتعلم الإرسال والاستقبال من خلاله. رغم أني أعرف استخدام الكمبيوتر نوعاً ما لكنهم يستأثرون به ولا أجد متسعاً لي". يؤمن الأب غسان بوجود فجوة كبيرة بين جيله وجيل الأبناء في المعرفة والاطلاع على جديد الحياة الرقمية، كما يفتخر بقدراته التي تفوق زوجته على استخدام الإنترنت والجوالات الحديثة، يقول عن زوجته: "لقد سعت بنفسها لاقتناء خليوي بسيط حتى لا يعوق استخدامها". لكن الزوجة ربة المنزل إلهام لا ترى في ذلك حرجاً مؤكدة أنه وإن كان زوجها يتفوق في استخدام الحاسوب والخليوي وحتى برمجة القنوات الفضائية، إلا أنه لا يتقن استخدام برامج المحادثة على الإنترنت مثل الأبناء، وتشير إلى رغبتها الدائمة بالتعلم وعدم اكتراث العائلة لهذه الرغبة. ورغم السعة غير المتناهية لعالم الديجيتال المحمل بالصالح والطالح، يرى الأبوان استحالة حرمان الأبناء من حقهم في التطور وتماثل جيلهم، خاصة وأن المنافع تفوق المضار بكثير وفي ظل الاتجاه نحو حوسبة التعليم، شريطة فرض الرقابة المقبولة التي تأمن نموهم النفسي والاجتماعي.

أم محمد وأبو محمد الديب يشتكيان من طغيان التكنولوجيا على الحياة الطبيعية، وإن كانا يواكبان هذه الطفرة. فالأبناء الذين في جامعاتهم ومدارسهم -كما يراهم الأب- يحيون في عوالم غريبة ومختلفة وتتباعد اهتماماتهم عن ذويهم الأكبر سناً. يقول رغم ذلك: "لا شك أن الثورة التكنولوجية زادت من ذكاء هذا الجيل وجعلتهم يحرقون مراحل كلّفتنا قبلهم سنوات، لكنهم ينفصلون شيئاً فشيئاً عن تواصلهم الطبيعي الاجتماعي والأسري بالهروب إلى الإنترنت والتلفاز". لا يجد أبو محمد وقتاً لاستخدام الكمبيوتر الذي لا يلزمه في العمل -على حد قوله- لكنه خبير في الأجهزة الكهربائية. أما أم محمد فهي موظفة إدارية تواظب على تصفح النت وتتبع الأخبار السياسية والصحية وأحياناً زيارة بعض مواقع الطهي، لديها بريد الكتروني وتتواصل مع أهلها وابنها في الخارج عن طريق برنامج السكايب. لكنها عندما تصادف أصغر عطلاً تستغيث بالأبناء. تصرح أم محمد: "التكنولوجيا جميلة وتطلعنا على الثقافات الأخرى وتسهل بعض الأمور الحياتية، لكنها تعوق في كثير من الأحيان أشغالنا ومسؤولياتنا. كما أن ضررها يتنوع ويزداد كلما تخلينا عن الحياة الطبيعية، وكلما عمقت مسافات البعد بين أفراد الأسرة".

الأخصائية النفسية نرمين الطويل تعدد أسباب إحجام الأهالي وأولياء الأمور وعدم تفاعلهم الكافي لتلقي المزيد من المعرفة الالكترونية والرقمية، وترجع السبب الأول للاتجاهات السلبية التي تكونت لديهم عن الإنترنت والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، وربطهم فساد الأخلاق أو الفشل أو الرسوب في الدراسة وما إلى ذلك بوسائل الاتصال الحديث ومواقع الشبكة العنكبوتية والأفلام الأجنبية. كما تشير لصعوبة أن يأخذ المربي والموجه الأول للطفل أو الشاب برأي ابنه أو حفيده، وأن يسأله حول ما يستعصي عليه، وقد تعوّد أن يكون هو المجيب ومانح المعارف والخبرات، خاصة إذا لم تكن درجة الوعي كافية لدى الأجيال الكبيرة بمدى أهمية التكنولوجيا وتعاطيها. تنوه أيضاً إلى ضيق الوقت الذي يسمح بالتواصل الفعال بين الأجيال، وتبادل الخبرات ومعرفة احتياجات كل منهم، موضحة خطورة ألا يكون من أولويات الأهل متابعة الأبناء على هذا الصعيد. كما أكدت الطويل أن الظروف المادية التي تضغط الحياة، سواء بالانشغال في العمل الساعات الطويلة، أو ضيق اليد الذي يحول دون اقتناء الحواسيب الاكترونية التي تسد حاجة أفراد الأسرة، يحول دون تلقي المعارف التكنولوجية لكبار السن الذين لا يحملون مثابرة الأجيال الأصغر.

تضيف أيضاً: "الأم في الغالب أكثر قرباً من الأبناء، كما أنها تسعد عندما تعرف أنهم يفوقونها معرفة. لكن وسائل التعلم وإمكانياته بالنسبة لها تقل في معظم الأحيان عن نظيرتها المتوفرة للأب، بحكم مسؤولياتها البيتية الأكبر وأحياناً عدم مشاركتها في قطاع العمل.

Loading...