وإن كنت ممن يقومون بطقطقة الرقبة، فأنت لست وحدك، فقد أظهرت الدراسات أن العديد منا يقوم بطقطقة مفاصله، وكذلك رقبته، وحتى أصابع القدمين وبشكل منتظم.
في البداية، لا بد من التأكيد أن طقطقة الرقبة لا تسبب التهابات المفاصل أو أية أمراض خطيرة كما كان يُشاع. لكن هذا لا يمنع أن لها تبعات صحية أخرى.
ومع وجود تلك الأجزاء الصغيرة التي يتم تحريكها بقوة بشكل خارج عن حركتها الطبيعية، فمن الممكن أن يتسبب ذلك بتلف كبير.
تحتوي المفاصل على الأكسجين، والنيتروجين، وثاني أكسيد الكربون، وكذلك السائل الذي يعمل على تشحيم المنطقة التي فيها التقاء عظمتين. فحين تضع هذا السائل تحت ضغط (أي حين تضع ضغطًا على المفصل) تنطلق فقاعات غاز صغيرة من المفصل، ليحدث صوت الطقطقة الذي تسمعه. وهو أمر مشابه تمامًا لعلبة الصودا، حيث يخرج الضغط منها حين تفتحها، وتتصاعد فقاعات الغاز بقوة إلى الأعلى يرافقه صوت فرقعة. وحين تنطلق فقاعات الغاز، فالسائل الذي يوجد في المفصل يقوم بعملية التشحيم لاستعادة الحركة وعمل الأعصاب، فتشعر بعدها بالراحة.
في كل مرة تتلاعب فيها بمفاصلك بهذه الطريقة، فأنت تتسبب في أن تصبح الأربطة أكثر تمددًا مثل الأشرطة المطاطية، فحين تقوم بشد تلك الأشرطة عدة مرات، فإنها تفقد شكلها وتصبح مهترئة، وأربطتك تعمل بذات الطريقة.
وحين تستمر بطقطقة رقبتك أو ظهرك، فمن الممكن ألا يحافظا على شكلهما وبنيتهما، وهذا قد يؤدي لمجموعة من المشاكل في الأعصاب، وانحراف الفقرات، والتصلّب والآلام.
بالإضافة إلى ذلك، فحين تقوم بطقطقة رقبتك أو ظهرك، فإن المفاصل التي تقوم بطقطقتها تكون مدعومة بأربطة رفيعة جدًا، أي أنك لا تصل لمناطق العمود الفقري التي تعاني من انسداد وتسبب لك الألم والتصلّب. بمعنى أنك لا تعالج المشكلة الأساسية، كل ما يتم القيام به، هو إطلاق الغاز، وتشحيم المفاصل.
أفضل حل هو العناية بتقويم العمود الفقري إن كنت تعاني من آلام مستمرة، ربما سيستغرق فحص العمود الفقري بعض الوقت لتحديد أي من المناطق يوجد بها خلل سواء التصلب أو الارتخاء. إن الاهتمام بفحص العمود الفقري وإجراء الأشعة سيساعد في تحديد الخلل والوصول لخطة علاج لاستعادة الحركة الطبيعية للمفاصل. لذلك، إن كانت طقطقة الرقبة تشعرك بالارتياح لبعض الوقت، فعليك الحذر فقد تسبب على المدى البعيد مشاكل في بنية الرقبة أو الظهر.
المصدر: fulkchiropractic.com