الدوحة - الاقتصادي - (رويترز) - فُتح أول مقهى نباتي بالكامل في قطر أبوابه أمام الزبائن في الدوحة في الآونة الأخيرة.
ويقدم مقهى (إيفرجرين أورجانكس) أطباقاً نباتية بنسبة مئة في المئة مع إتاحة خيارات كثيرة للعملاء من أطعمة ومأكولات طازجة خالية من الجلوتين والسكر. والمقهى من بنات أفكار الشاب القطري غانم السليطي البالغ من العمر 24 عاماً.
وأصبح السليطي مهتماً بالنظام الغذائي النباتي منذ ما يزيد عن ثلاثة أعوام. وبعد بحث قرر أن يجرب بنفسه ويرى كيف سيؤثر هذا النظام على جسمه.
وبعد أن خاض التجربة وشاهد الفوائد الصحية لنظامه الغذائي الجديد أراد أن يشارك الجميع معه من خلال المقهى.
ومن خلال تقديم طعام نباتي لذيذ يأمل السليطي في أن يحمل الناس في بلاده على التفكير وتناول الطعام بطريقة صحية بشكل أكبر.
طعام صحي
وقال غانم السليطي الشريك المؤسس للمقهى: "أحاول أن أشجع الناس لأنني شعرت بالفرق من الطاقة، ومن النشاط الذي يأتيني يومياً، وأصبح الهضم عندي بطريقة سهلة مع تنوع الغذاء، الفيتامينات، المعادن. الحمد لله أنا اليوم أشعر بأن لدي طاقة كبيرة بسبب الطعام الذي نتناوله، (...) أريد أن أحاول نشر هذا الموضوع. ومن الممكن أن هنالك أحداً في الجهة الثانية يستقبل هذه المعلومة ويستفيد منها، فأنا اليوم أردت أن أؤسس مطعماً لأن هذا هو السبيل الوحيد في أن أقنع الناس في تجربة هذا النوع من الأكل".
وقبل أن يصبح نباتياً كان السليطي يتبع النظام الغذائي القطري المعتاد الذي يتألف بشكل رئيسي من الأرز واللحم والأجبان والحليب مع اهتمام أقل بالفاكهة والخضراوات.
ويقول إن المجتمع القطري يعاني من وجود نسبة عالية من مرضى السكري والسمنة وارتفاع ضغط الدم وهذا مرتبط بشكل أساسي بالعادات الغذائية.
ويأمل في أن يحمل مقهاه الناس في البلاد على المزيد من الإقبال على الطعام والمأكولات النباتية.
ويقول المدير التنفيذي للمقهى مات داونز إنه "يحاول أن يُحدث تحولاً أو منعطفاً في الغذاء التقليدي القطري من خلال التركيز على المنتجات العضوية الطازجة".
وقال داونز الذي عمل في مطاعم نباتية إلى حد كبير لمدة حوالي 20 عاماً في نيويورك ولندن وجنوب أفريقيا: "أنا أحاول حقاً تسليط الضوء على أنواع مختلفة من الخضراوات لكنني أحاول في نفس الوقت أن أنقل النكهات العالمية من جميع أنحاء العالم التي عرفتها من رحلاتي المختلفة والاستفادة منها بطرق إبداعية ممتعة".
ويضيف: "لدينا فطائر مصنوعة من الشمندر والأجبان المصنوعة من المكسرات المخمرة مثل الكاجو واللوز. في كثير من الحالات هناك الكثير من العناصر المألوفة مثل الجبن أو الفطائر لكنها مصنوعة بطريقة مختلفة. نحن نصنع المعكرونة من القرع والجزر وأشياء من هذا القبيل".
وفي حين يعِد المقهى بتقديم أطباق من مواد عضوية وطازجة فحسب بدون وجود أي منتجات معبأة مسبقاً، فإن الحصول على المكونات ليس مهمة سهلة في بلد به عدد قليل من المزارع العضوية وإنتاج محلي متواضع من الفواكه والخضراوات الطازجة.
وأوضح داونز "أنه تحدٍّ بالتأكيد عندما تحاول إنتاج مواد غذائية طازجة للغاية (...) إن الحصول على الغذاء العضوي أمر صعب هنا لكننا نتمكن من تحقيق ذلك. أعتقد أن هناك بالتأكيد طلباً، وكلما زاد الطلب، كان هناك المزيد من التعرض لذلك، وأعتقد أن تلك المنتجات الغذائية ستكون متاحة بشكل أكبر من ذلك بكثير وسوف تجعل أمورناً أسهل قليلاً في المطعم".
وأشار إلى أن شرائح البورغر النباتي وأطباق التاكو الطازجة وكعكة الجبن والفانيليا الخام نالت استحسان العملاء.
سعيدون بالطعام
وما زال المقهى في مرحلته الافتتاحية ويجتذب بالفعل الزبائن المهتمين بالطريقة الصحية في تناول الطعام. وبعض من الزبائن معتادون على الغذاء النباتي لكن معظمهم يحاول تجربة هذا الطعام للمرة الأولى.
وقال زبون يدعى محمد: "صراحة الفكرة جميلة، شيء جديد وأكل صحي وأتيت من أجل أن أجربه. هذه أول مرة والطعام لذيذ جداً (...)".
وقالت زبونة أخرى تدعى عبير وتتبع نظاماً غذائياً نباتيا:ً "أصعب شيء بالدوحة أن تلاقي فيجان فوود. دايما بدك تسألي، دايماً لازم يسألوا الشيف وات إذ إت ميد أوف (باللغة الإنجليزية) فهون كتير سهل. غير إنه سهل، ذا فود إذ أمازينغ. كتير طيب. إنه حلم يتحقق في الدوحة".
ومن خلال تقديم أطباق نباتية يأمل السليطي في حمل الناس على التفكير مليا بشأن الغذاء الذي يتناولونه.
ويوضح: "اليوم أنا لا أقول للناس ينبغي أن تكونوا نباتيين. لكن أقول ينبغي أن يكون هناك أناس أكثر وعياً (...)".