وكالات - الاقتصادي - تخيّل جيشاً من الروبوتات المجهريّة الصغيرة التي يتسع مليارات منها داخل ملعقة صغيرة.
وتتجهز تلك الروبوتات لتُحقن في أكثر المناطق الحساسة في الجسم، مثل العقل والقلب، لإيصال الأدوية بمنتهى الدقة إلى الأماكن التي تحتاجها، كجيش من أطباء جراحيين يعملون داخل الجسم.
ميكروبيوم لشفاء النبات.. هل سينتهي زمن المبيدات الحشرية؟ 3:31
ورغم أن هذا الجيش من روبوتات النانو الصغيرة هو أقرب للخيال منه إلى الحقيقة، إلا أنه قد يصبح واقعاً قريباً بفضل جهود المهندس الطبي براد نيلسون وأفراد من فريقه، الذين عملوا على تطوير تلك التقنية لعقد من الزمن في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا. وفي حديث لشبكتنا، أوضّح نيلسون التقنية قائلاَ: "نحن نصنع الروبوتات المجهرية التي تتم قيادتها داخل الجسم باستخدام مجالات مغناطيسية تولّد خارجه."
وشبّه نيلسون روبوتات النانو التي صممها ببكتيريا إي. كولاي، والتي تتنقل في مجرى الدم في الجسم باستخدام ذيل. وتُحرّك الروبوتات عن طريق السيطرة على الذيل من خارج الجسم.
وتم اختبار هذه التقنية في المنطقة السائلة في مقلة العين، وهي إحدى المناطق الأكثر حساسية في الجسم. ونجحت الروبوتات في إيصال مادة إلى منطقة الشبكية لعلاج مشاكل مرتبطة بالتقدم في السن، مثل الضمور في العضلات، والتي تتسبب بالإصابة بالعمى.
ويمكن استخدام تلك الروبوتات كبديل لعمليات القسطرة، نظراً إلى قدرتها في الوصول والتغلغل في الأماكن الأكثر دقة في الجسم، ما يسهّل حركتها في الدماغ والأمعاء الدقيقة والمسالك البولية. وسهولة الحركة هي من العوامل التي أدت إلى اعتبار تقنية النانو السلاح الأول ضد أنواع السرطان.
وبحسب نيلسون، يحتاج الأطباء إلى تدريب يعرّفهم على طريقة استخدام التقنية باستخدام نظام تشغيل بسيط يستخدم مقبض تحكّم.
أكثر من مجرد طب
ويضيف نيلسون قائلاً: "بدأ العاملون في مجال النانو باكتشاف تطبيقات مختلفة للتقنية، مثل معالجة المياه وتنظيف البيئة، عن طريق توظيف مئات أو آلاف أو الملايين من الروبوتات التي تسبح في المياه الملوّثة." وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام تلك الروبوتات لتنظيف المياه عند التسريبات النفطية التي قد تحصل عند نقل النفط في بواخر ضخمة عبر المحيطات.