وكالات - الاقتصادي - بحسب إحدى الدراسات المنشورة مؤخراً، تصل قيمة الاقتصاد في الدين في الولايات المتحدة إلى 1,2 تريليون دولار، أي ما يساوي قيمة أكبر 15 اقتصاديات في العالم.
وطبقاً للتحليل الصادر عن جامعة جورج تاون في واشنطن، تتجاوز قيمة الاقتصاد في الدين مجموع أرباح أكبر 10 شركات تقنية في الولايات المتحدة، بما في ذلك آبل، وأمازون، وجوجل، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2016.
وقد أحصى التحليل الذي يحمل عنوان "مساهمات الدين الاقتصادية-الاجتماعية في المجتمع الأميركي: تحليل تطبيقي" قيمة اقتصاديات الدين والبالغة 1,2 تريليون دولار عن طريق تقدير قيمة المؤسسات الدينية، بما فيها مرافق الرعاية الصحية والمدارس ورياض الأطفال والمؤسسات الخيرية؛ بالإضافة إلى المؤسسات الإعلامية والمشروعات التجارية ذات الخلفية الدينية والطعام الحلال والبرامج الاجتماعية والإنسانية وموظفي التجمعات الدينية ونفقاتها.
ويقول بريان جريم، أحد مؤلفي الدراسة، أن هذه التقديرات متحفظة. فأكثر من 344 ألف أبرشية في الولايات المتحدة توظّف مجتمعةً مئاتِ الآلاف من العاملين، وتبتاع ما قيمته مليارات الدولارات من السلع والخدمات.
وطبقاَ للتقرير، ينتمي أكثر من 150 مليون أميركي، أي نصف تعداد السكان تقريباً، إلى تجمعات دينية. ورغم تراجع الأرقام، فإن مجموع ما تنفقه المنظمات الدينية على البرامج الاجتماعية قد ازداد ثلاثة أضعاف في الأعوام الخمسة عشر الماضية، إلى 9 مليارات دولار.
ومن بين أكبر 50 مؤسسة خيرية في الولايات المتحدة، هناك 20 منها ذات خلفية دينية، ويصل مجموع إيراداتها مجتمعةً إلى 45,3 مليار دولار.
يتبرعون أكثر
ويشير التقرير إلى تحليلٍ صادر عن مركز بيو للأبحاث يبيّن أن ثلثَي البالغين المتديّنين قاموا بالتبرع بالأموال، أو الوقت، أو السلع للفقراء في الأسبوع السابق على إجراء التحليل، مقارنةً بـ 41٪ من البالغين غير المتديّنين.
وقد توصّل بريان جريم وزميلته ميليسا جريم، من معهد نيوزيم في واشنطن، إلى ثلاثة تقديراتٍ عن القيمة الاقتصادية للدين في الولايات المتحدة. أقل هذه التقديرات، 378 مليار دولار، يقيس فقط إيرادات المؤسسات والمنظمات القائمة على خلفية دينية. أما ثاني هذه التقديرات، 1,2 تريليون دولار، فيشمل تقديرات لسعر السوق للخدمات والسلع التي تقدمها المنظمات الدينية إضافةً إلى مساهمات المشروعات التجارية ذات الجذور الدينية.
أما أعلى هذه التقديرات فقد بُنِيَ على إيرادت الأسر الأميركيّة المتديّنة، مما وصل بالقيمة الاقتصادية للدين في المجتمع الأميركي إلى 4,8 تريليون دولار.
لكن التحليل لم يضع في حسبانه قيمة الأصول المالية أو المادية للمجموعات الدينية. كما أغفل عن "التأثيرات السلبية التي تحدث في بعض المجتمعات الدينية، ومن بينها الاستغلال الجنسي للأطفال على أيدي بعض رجال الدين، وحالات الاحتيال والخداع، واحتماليّة كون تلك المنطمات مواقعَ تجنيد لصالح التطرف والعنف”.
إلا أن التحليل يخلُص في النهاية إلى أن “القطاع الإيماني، بلا شك، هو مكوّن مهم في الاقتصاد الأميركيّ، بما له من أثر وارتباط بحياة غالبية الشعب الأميركي”.
The Guardian