رام الله - متابعة الاقتصادي - كانت وما زالت العيدية، واحدة من أهم طقوس عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك، والبعض يجدها عادة مرهقة لرب الأسرة، بينما يرى المستفيدون منها، فرصة (لتحويشة) وشراء ما لم يكن ممكناً سابقاً لعدم توفر النقود.
والعيديه كلمة عربية منسوبة إلى العيد، بمعنى العطاء أو العطف وترجع هذه العادة الى عصر المماليك، فكان السلطان المملوكي يصرف راتباً بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه وكان اسمها الجامكية.
عربياً، وفلسطينياً على نحو أدق، لن يكون للعيد نكهة لدى الأطفال إن لم تحضر فيه العيديات من الأهل والأقارب، وهي نوع من التوسعة في مناسبتي (الفطر والأضحى)، وتكون العيدية غالباً من النقود.
"الاقتصادي" تجول في سوق رام الله يوم أمس السبت، واستفسر من أرباب أسر تواجدوا لشراء حاجيات العيد بصحبة عائلاتهم، حول استمراريتهم في المحافظة على عادة العيدية.
وأجمع غالبية أرباب الأسر الذي استطلع "الاقتصادي" آراءهم، أنهم ما يزالون يحافظون على عادة تقديم العيدية، "على الرغم من تراجع الأوضاع الاقتصادية وغلاء المعيشة التي تشهدها البلاد"، يقول ياسر العملة.
وأضاف العملة: "نعم ما زلت أحافظ على تقديم العيدية، لكن في ظل الأوضاع الحالية، فقد اقتصرت العيدية على الأم والزوجة والأبناء والأخوات.. بعد أن كانت تشمل العمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت".
وتابع: "أمي هي أول من يحصل على العيدية ولها الحصة الأكبر، تليها الزوجة والأخوات، ثم بناتي ثم أبنائي الصغار"، مشيراً أن العيديات تكلفه قرابة 1500 شيكل.
ويقول أساتذة علم اجتماع قي تقارير صحفية، أن العيدية من أهم مظاهر العيد، وتضفي على أجوائه جمالاً، وروعة الصورة تكمن في روح المحبة والألفة والتواصل الذي يشيعه أطفال الحي، وفي البيوت وفي اجتماعهم مع بعضهم وتوادهم مما يعطي الانطباع بمدى ما يعيشه المجتمع ككل من تراحم.
ويحرص المواطن سعد دويكات، على توفير العيديات قبل بعدة أيام بحيث تكون جديدة، "أحرص على تحضير العيدية قبل العيد بأيام، بحيث تكون النقود الورقية جديدة.. أذهب لأحد الأصدقاء الصرافين وأطلب منه فئات نقدية ورقية أكون أنا أول من يتداولها".
وعن سبب ذلك يجيب: "إنه عيد، وكل شيء فيه يجب أن يكون جديداً حتى الأموال المخصصة للعيدية.. وبالنسبة للأطفال فيجب أن تكون العملة المعدنية جديدة ولامعة قدر الإمكان".
ويتفق دويكات مع سابقه: "نعم، أمي لها الحصة الأكبر في العيدية ثم زوجتي فأخواتي.. ولأن الله لم يرزقني ببنات، فـ بنات أخواني وأخواتي في المرتبة الثالثة من حيث قيمة العيدية".
بينما يرى أبو صالح (اكتفى باسمه هذا) أن العيدية تقتصر على الوالدة والزوجة والبنات، "الظروف المعيشية الحالية أصبحت مكلفة على رب الأسرة.. ليس من المنطق أن تستدين الأموال لتقدمها عيدية على الأقارب".