نابلس - خاص الاقتصادي - وفاء الحج علي عادت حركة المواطنين في قرى جنوب نابلس شمال الضفة الغربية، كما كانت عليه قبل 15 عاماً، خلال فترة الانتفاضة الثانية التي شهدت إغلاق مداخل المدن والقرى.
وخلال الأيام الستة الماضية، باتت السواتر الترابية والمكعبات الاسمنتية مشهدا روتينيا من الحياة اليومية لعابري شارع حوارة - زعترة المزدحم والقرى التي يمر عبرها الشارع.
وأغلقت قوّات الاحتلال الإسرائيلي الطرق الفرعية ومداخل البلدات على الشارع والمؤدية إلى ست قرى فلسطينية يقطنها قرابة الـ40 ألف نسمة، ويشكل بعضها عصب حياة اقتصادية لمئات العمال مثل بلدتي بيتا وجماعين.
بداية ضرر اقتصادي
كانت ستة أيام من الإغلاق المتواصل (وما زال الإغلاق حتى تاريخ إعداد التقرير)، كفيلة أن تلحق أضرارا اقتصادية لا يستهان بها على مستوى القرى المتأثرة بالإغلاق، مثل بلدة بيتا.
يقول رئيس بلدية بيتا واصف معلا إن "السوق المركزية للخضار والفواكه في البلدة، والتي تعدّ سوقًا حيوية لمعظم الضفة الغربية، تأثرت منذ إغلاق مدخل البلدة الرئيسي والشارع الفرعي الواصل بين أودلا وبيتا، بشكل كبير بسبب صعوبة الوصول إلى البلدة".
وأضاف معلا للاقتصادي: "يضطر الناس لقطع مسافة أطول بقرابة 20 كيلومتر، وهناك الكثير ممن لا يعرفون طرقا بديلة، وهذا أمر يؤثر على حركة التجارة، وبخاصة الخضار والفواكه لحساسيتها".
وتعد حسبة بيتا، من أسواق الخضار المركزية في الضفة الغربية، وتعد مصدراً للخضار والفواكه لمدن وقرى رام الله وبيت لحم والخليل وسلفيت، ومصدر دخل رئيسي لمئات الأسر.
طلبة وموظفون يتسلقون الحواجز
بعد الإغلاق، يحتار نهاد عمر، الذي يعمل في مدينة رام الله، أي طريق يسلك كي يصل بيته في عينابوس، فهو سواء أكمل طريقه إلى نابلس أو توجه عبر زعترة ثم جماعين سيعاني حتماً الأمرين قبل إيجاد سيارة تقله.
ويلفت عمر في حديث مع "الاقتصادي" إلى أن الطريق أضحت أطول وأكثر صعوبة، وزاد: "أفكر خلال دوامي في طريق العودة، فبعد نهار عمل كامل، أقل ما أرغب في فعله هو إضاعة المال الذي حصلت عليه خلال الدوام في مواصلاتي، أو تسلق السواتر الترابية للوصول إلى بيتي!".
ويتابع: "المشكلة ليست في تكلفة المواصلات المتعددة التي يجب أن استقلها للوصول إلى قريتي، بل أيضا في التأخير الصباحي الذي خرج عن أيدينا، ومعظم موظفي وطلبة المنطقة باتوا يعانون من الأمر ذاته".
ولم يعلن الارتباط العسكري أو مسؤول الاحتلال لقرى جنوب نابلس، خلال اتصالات هاتفية من البلديات والمجالس القروية المتضررة، عن سبب إغلاق مداخل القرى، مكتفياً بالقول إن هذا يعود لأسباب أمنية.
ويبين سكرتير مجلس قروي عينابوس نادر صايل، أن أهالي القرية يضطرون للجوء للطريق الترابية التي تربطها بالطريق الرئيسية لبلدة حوارة، والتي تعدّ أطول بقرابة كيلومتر ونصف من الطريق المعتادة.
وأضاف: "الطريق الترابية البديلة ليست مهيئة لكل أشكال الحركة التي باتت تشهدها خلال الأسبوع الماضي، فهي تضر بالمركبات وقد تكون خطرة في بعض الأحيان".
وقال السائق على خط نابلس - جماعين، عبد الرحمن حج علي، أن السيارات المتجهة إلى عينابوس، وجماعين، وعوريف تضطر لاستخدام طريق زعترة أو تل (قضاء نابلس)، وعلى إثر ذلك باتت الخطوط تعاني من تأخيرات وازدحام، بالإضافة إلى رفع تسعيرة المواصلة.
محاجر جماعين معزولة
أحمد الزيتاوي، الذي يدير محجرا في قرية جماعين، يشتكي من صعوبة الحركة من البلدة وإليها، قائلاً إنه "منذ الإغلاق، باتت حركة الشاحنات التي تنقل الحجر من البلدة بطيئة، بسبب طول الطريق وصعوبتها ووضعها غير المستقر، مؤكدا أن الشاحنات باتت تنجز نقلة واحدة يوميًا، في حين تنقل في المعتاد من نقلتي صخر إلى ثلاث.