ستوكهولم - الاقتصادي - ألغى موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، حظرا كان فرضه على صورة شهيرة من حرب فيتنام تظهر فيها فتاة تركض عارية في الشارع بعد قصف بقنابل النابالم، عقب انتقادات واسعة لسياسة عملاق التواصل الاجتماعي بشأن مكافحة العري.
وقال موقع فيس بوك إنه يقر "بالأهمية التاريخية والعالمية" للصورة، وإنها لن يتم حظرها على الموقع، على الرغم من أن مثل هذه الصورة لطفلة عارية "قد تعد من المواد الإباحية التي يستغل فيها أطفال".
وتمت إزالة الصورة من الصفحة التي تستخدمها صحيفة " أفتنبوستن" ، أكبر صحيفة نرويجية الخميس، ثم أزيلت فيما بعد من الصفحة الشخصية لرئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرج.
وردت صحيفة "أفتنبوستن" على ذلك بنشر الصورة على صفحتها الأولى، الجمعة إلى جانب خطاب مفتوح للرئيس التنفيذي لفيس بوك، مارك زوكربرج.
وانتقدت الصحيفة في الرسالة قيام الشركة بحذف الصورة من صفحة الصحيفة على موقع فيس بوك بموجب قواعد مكافحة العري.
وقال رئيس تحرير الصحيفة اسبن ايجل هانسن إن صحيفته "لن تذعن " لطلب إزالة الصورة التي التقطها نيك أوت عام 1972 والتي حصلت على إحدى جوائز بوليتزر( في مجال الصحافة التي تمنحها سنويا جامعة كولومبيا بولاية نيويورك الأمريكية).
ورد موقع فيس بوك في البداية، على الجدل المثار بشأن سياسته قائلا إنه يحاول "إيجاد التوازن الصحيح".
يشار إلى أن الصحيفة ليست المستخدم الوحيد لفيس بوك الذي شمله حظر العري الذي طال صورة أوت المميزة.
وفي وقت سابق اليوم الجمعة شاركت سولبرج صورة الحرب الفيتنامية على صفحتها على فيس بوك وعلقت عليها، قائلة إن الشركة " اتخذت قرارا خاطئا بحظر مثل هذه الصور".
وبعد بضع ساعات لم يعد المنشور مرئيا على الصفحة.
وكتبت سولبرج فيما بعد: "إن ما يفعله موقع فيس بوك بإزالته للصور - وهو شيء ربما يكون طيبا من باب حسن النوايا- هو تعديل لتاريخنا المعروف". وأعادت سولبرج نشر الصورة ولكن الفتاة تم طمسها .
وقال موقع فيس بوك في بيان له: "على الرغم من أننا ندرك أن هذه الصورة عمل إبداعي، فإنه من الصعوبة بمكان التسبب في سياسة تمييزية بالسماح بنشر صورة لطفلة عارية في موضع، وحجبها في موقع آخر".
وعدل فيس بوك لاحقا عن قراره وسمح بنشر الصور لجميع الحالات المماثلة، فيما قالت الشركة إن تعديل أنظمتها سيستغرق وقتا.
وبدأ تسلسل الأحداث أمس الأول الأربعاء عندما تلقت "أفتنبوستن" رسالة إلكترونية (إيميل) من مكتب فيس بوك في هامبورج يطلب إزالة الصورة، وفق ما قال هانسن الذي كتب مضيفا أنه بعد أقل من 24 ساعة لاحقة "تدخلتم بأنفسكم ومسحتم المقال والصورة من صفحة أفتنبوستن على موقع فيس بوك".
وقال هانسن إنه يشعر "بالقلق من أن أهم وسيلة اعلامية في العالم تحد من الحرية بدلا من محاولة توسيع نطاقها، وأن هذا يحدث أحيانا بطريقة استبدادية".
وتابع "على الرغم من أنني رئيس تحرير أكبر صحيفة في النرويج، فعلي أن أدرك أنكم تقيدون حريتي لممارسة مسؤوليتي التحريرية ".