بقالة الزين ..عقارب الساعة توقفت عند الزمن الجميل
ABRAJ: 2.08(%)   AHC: 0.80(%)   AIB: 1.18(1.72%)   AIG: 0.18(5.26%)   AMLAK: 5.00(%)   APC: 7.25(%)   APIC: 2.29(%)   AQARIYA: 0.82(%)   ARAB: 0.80(%)   ARKAAN: 1.33(0.75%)   AZIZA: 2.48(3.33%)   BJP: 2.80(%)   BOP: 1.50(0.00%)   BPC: 3.80(1.81%)   GMC: 0.80(%)   GUI: 2.08(%)   ISBK: 1.19(0.00%)   ISH: 1.00( %)   JCC: 1.70(2.86%)   JPH: 3.63( %)   JREI: 0.28(%)   LADAEN: 2.50( %)   MIC: 2.71(%)   NAPCO: 0.99( %)   NCI: 1.65( %)   NIC: 2.95( %)   NSC: 3.07( %)   OOREDOO: 0.76(0.00%)   PADICO: 1.03(0.00%)   PALAQAR: 0.42(%)   PALTEL: 4.15(0.00%)   PEC: 2.84(7.49%)   PIBC: 1.07( %)   PICO: 3.39( %)   PID: 1.93( %)   PIIC: 1.80( %)   PRICO: 0.30(0.00%)   PSE: 3.00(%)   QUDS: 1.14( %)   RSR: 4.50( %)   SAFABANK: 0.80( %)   SANAD: 2.20( %)   TIC: 2.95( %)   TNB: 1.23(0.00%)   TPIC: 2.00( %)   TRUST: 3.00( %)   UCI: 0.43( %)   VOIC: 7.12( %)   WASSEL: 1.07( %)  
12:00 صباحاً 27 نيسان 2015

بقالة الزين ..عقارب الساعة توقفت عند الزمن الجميل

رام الله – الاقتصادي – ريم أبولبن – تسترق النظر خلسة لشراء سيجارة بشيقل ونصف الشيقل من بقالة تعود لعام 1948، حيث كان لوقع بابها القديم صدى يزعج الكثيرين حينها، فترى حسن الزين (79 عاما) يدير مذياعه لينصت مؤشره بحثا عن شادي في اغنية لفيروز، حينها يعود بالذاكرة إلى شارع وصفه اختلف اذ كان الناظر اليه يُسحر بجمال حبات الندى المستلقية على اوراق شجر الزيتون، والنساء يغنين ويحتمين بظلها.

في زاوية هناك، في الشارع الرئيسي كما يسمى رسميا، وكما يطلق عليه المواطنون " شارع ركب " أي في  مركز  مدينة رام الله التجاري، تجذبك ضحكة الأطفال والكبار ايضا حين ينظرون إلى بضاعة قديمة كنا قد اعتدنا شراءها في طفولتنا، فحسن الزين يحتفظ بطابع قديم في محله بعد أن غلب على الشارع صفة الحداثة.

" هذا الشارع كان فيه محلات قديمة، وبناؤها قديم،  اذكر كان موجودا فقط صيدلية صلاح، ومكتبة السلام، ومطعم وحلويات السنترار، وبوظة ركب، هاي الأماكن  تعتبر معلما تاريخيا قديما لاهالي المدينة والوافدين اليها، ولكن بعد عام 1968، بدأ التغيير، وبدأت تظهر محلات ذات طراز حديث وبناء حديث"،  وأضاف الزين " انا ما زلت أحتفظ بالطراز القديم داخل بقالتي البسيطة، ولا أنوي التجديد"-يقول الزين-.

ليس لك أن تمر من أمام بقالته الصغيرة ولا تلقي التحية على حسن الملقب بأبو جمال، هذا هو اللقب المتداول بين الناس والذي عرف به، هو علم تاريخي كما وصفه البعض، يمارس مهنته كبائع  لبضاعة  بسيطة تدر عليه المال الجيد مع أن بضاعته ذات نكهة قديمة دائما ما كنا نبحث عنها في الصغر"هذه الطاولة مقتنع فيها وهي بتطلع مصروفي وزيادة، تقريبا خلال اليوم بطلع 600 شيقل ".

لم يكن فقط هو بائع لبضائع تموينية، وانما علّمه والده طريقة صنع الحلويات فقد كان يصنع حلويات مثل " الكنافة، والبقلاوة، والبورمة، التمرية، وغريبة، وغيرها من الأصناف التي كانت لها نكهة خاصة تختلف عن يومنا هذا كما ذكر الزين " في المناسبات كنا نبيع ما يقارب 120 صدرا من البقلاوة، كانت مقسمة 20 منها محشي بالجوز والباقي فستق عبيد، حيث كنا نتميز في طريقة تحميصه ووضع السميد والسكر، الآن لا يستخدمون سوى الفستق الحلبي" .

" كنا نضع الحلويات في علبة الأحذية ونغلقها جيدة ونزينها بالخيوط الملونة، ولم تكن تكلف كثيرا على عكس اليوم " . كلمات واضحكت من كان يتردد لشراء شوكولاتة " علي بابا" من بقالة الزين

10 قروش كانت تفي بالغرض آنذاك، هذا ما تحدث عنه حسن الزين حينما كان يتردد إلى الحسبة لشراء الخضراوات والفواكة " كنت اشتري كيلو البطاطا والباذنجان ب 10 قروش، اليوم كيلو اللحمة بـ 65 شيقلا ويا ريتها لحمة، الدجاج كان لونه أحمر كان ينقر عن الأرض نقر، اما دجاج اليوم يا دوب يبيض" .

" الحياة قديما كانت أسهل وأرخص " عبارة تكررت على لسان حسن، وفي كل مرة كانت تخطفه تنهيدة الى زمن جميل كانت فيه الحياة أبسط " تزوجت فقط بـ 70 دينارا، هذا هو مهر زوجتي، حيث أشترت الذهب من محل قديم كان يعرف بـ " كشك"، وقدمت لها فقط اربع فساتين، وسبقتني إلى البيت مشياً ليس مثل حالنا الآن كل شيء اختلف ".

بقالة صغيرة، ملامحها قديمة، عندما تغوص عيناك في تفاصيل جدرانها ترى لوحات لزعماء واشهرهم جمال عبد الناصر أحد قادة ثورة 23 يوليو 1953 ميلادي، حيث كان حينها حسن الزين يتردد كثيرا على القاهرة للقاء عبد الناصر قائلا "في عام 1966 امسكت الصحيفة واذا بها خبر لاستقبال عبد الناصر لرئيس الجمهورية العراقية في مطار القاهرة، واسرعت للمطار لرؤيته وكان حشد كبير بإنتظاره، وكنت استمع لزغاريد النساء وسحجة الرجال " واضاف واصفا اياه " عبد الناصر اذا بتوقف قدامه بتخاف منه، طويل وعيونه بيض كان صاحب شخصية " .

بقالة أثرية، محافظة على الزمن الجميل وما تبقى من غباره، تحيطها محلات تجارية ذات طراز حديث، ولكن حسن الزين يرفض أن يستبدل القديم بالحديث ومستمر في دفع ايجار البقالة 140 دينارا سنويا .  " 140 دينار  اللي بندفعهم هلكيت  كنا نشتري فيهم زمان دونم أرض".

Loading...