غزة-الاقتصادي-إسلام أبو الهوى-يعاني مواطنو غزة منذ عدة سنوات من انقطاع متكرر للتيار الكهربائي الواصل إلى منازلهم ومصانعهم .
بدت الحياة خلالها أشبه بالعصور المظلمة وما بين مد وجزر من هذه الجهة او تلك، ووسط سيل من الاتهامات المتبادلة بقي ملف الكهرباء دون علاج، ومع بدء التحضيرات لإجراء انتخابات البلدية قفز هذا الملف إلى صدارة النقاشات الجارية بين المواطنين حول إمكانية القوائم في حل هذه المشكلة من عدمه.
وبين الوعودات والواقع المرير يتناقل المواطنون الكثير من الأسئلة حول قدرة هذا المرشح او تلك القائمة على إنهاء معاناتهم من ملف انقطاع التيار الكهربائي المتكرر لعدة ساعات طويلة يوميا.
وينقسم المواطنون إلى قسمين، الأول يعتقد أن حل ازمة الكهرباء ممكن اذا فازت قوائم حركة فتح بالانتخابات ما سيفتح الباب واسعا لتدخل دولي فاعل كان وما زال يرفض التعامل مع بلديات حماس، في حين يشكك القسم الثاني من امكانية فتح على حل هذه الأزمة لأن قرار محاصرة غزة سيستمر مع استمرار حكم حماس لهذا القطاع.
وبين هذا الرأي وذاك يرتفع إلى السطح سؤال جديد: هل البلديات مخولة بالتعامل مع ملف الكهرباء بعد ان تم سحب جزء كبير من صلاحيات الكهرباء وجباياتها من البلديات لتصبح في يد شركة توزيع الكهرباء التي تسيطر على ادارتها حركة حماس؟
ويؤكد المواطن ابو أنس 50 عاما أن حركة فتح ستكون جاهزة وستساعد كثيرا في حل الكهرباء لأن لديها شبكة واسعة من العلاقات مع الدول العربية والاجنبية باعتبارها عمود السلطة الوطنية التي ستتعاون كثيرا مع البلديات في غزة، معتبرا نجاح فتح في حل الكثير من ازمات القطاع هو تذكرة قبول لها من المواطن للتصويت لقوائهما في الانتخابات التشريعية والرئاسية.
وقال :" استطيع القول إن حماس فشلت خلال السنوات العشر الماضية في حل وادارة هذه الأزمة لأنها غير مقبولة على أي قوة اقليمية او دولية باستثناء قطر وتركيا اللتين لن تبذلا أي جهود لحل قضية الكهرباء رغم الحديث المتكرر عنها.
وأضاف :" أنا سأصوت إلى فتح لأنها الأقدر على تسهيل حياتي وحياة اسرتي، ويشاركه الرأي احمد اسماعيل 35 عاما لكنه يخالفه في جهة التصويت حيث يقول إن وجود قوى التحالف الديمقراطي في البلديات سيعزز هذا التوجه لأنها ستتعاون مع حركة فتح باعتبار قوى التحالف ممثلة من منظمة التحرير وسيكون بالإمكان طرح ازمات غزة وحلها .
وقال إنه سيصوت لقوى ثالثة ستساهم في حل ازمات غزة وخاصة ازمة الكهرباء لأن ابقاء ملف الكهرباء رهينة للتجاذبات بين فتح وحماس سيزيد من تعميق الأزمة وليس حلها .
وأضاف :" قوى التحالف الديمقراطي لعبت دورا اساسيا للتخفيف من ازمة الكهرباء من خلال دورها المحوري في لجنة الكهرباء التي تم تشكيلها في غزة بعد الأزمة التي نشأت بين فتح وحماس بشأن ضريبة البلو.
في المقابل يرفض سعيد شعبان 55 عاما هذه الآراء، مؤكدا أن قرار حصار حماس في غزة سيستمر لأنه قرار دولي اقليمي بمشاركة افراد عربية وفلسطينية ستحاول مواصلة الضغط على حماس إن فازت او لم تفز بانتخابات البلدية لأن الهدف ليس غزة لكنها المقاومة التي يريدون سحب سلاحها وانجازاتها.
وقال :" من الطبيعي ان أصوت إلى القوائم التي تدعمها حماس باعتبار المرشحين فيها من أصحاب الخبرة واليد النظيفة التي لن تفرط بقضايا الناس.
وبين هذا الرأي وذاك التوجه سيكون ملف الكهرباء حاضرا وبقوة خلال النقاشات والدعايات الانتخابية التي ستبدأ بعد أيام في محافظات غزة والضفة الغربية، وسيكون الناخب الفلسطيني في غزة مضطرا للإجابة على سؤال ان كان سيصوت لوجود الكهرباء أم لاستمرار الأزمة؟.