رام الله – الاقتصادي – محمد علوان- الدخولُ لشوارع القرية الخاليةِ اشبهُ بالدخولِ إلى منطقة مهجورة، على العكس تماما عما كانت عليه في السابق، فهي القرية التي اعتبرت مظلومة لعدم حصولها على لقب مدينة تجارية، فلم يكن من المعتاد أن تهدأِ الحركةُ التجاريةُ فيها قبلَ ان يلتهمَ جدارُ الفصلِ أراضيها ، فقد كانت مركزاً للبيعِ والشراءِ لكلٍّ من أهالي القدس ورام الله ومنطقة الرام.
هذه القرية تربط بين العديد من المناطق التجارية وكانت مركزا مهما لهم، لسهولة التنقل بين المناطق، ولسهولة وصول الزبائن لهم.
"كانت هذه المنطقة قبل الاغلاقات أغلى من محافظتي البيرة ورام الله، وكان الوصول للشارع الرئيس يستغرق اقل من 10 دقائق ، بعد الإغلاقات تغير الحال فتراجع الوضع التجاري 80% عما كان عليه سابقا"، يقول رئيس بلدية بيرنبالا الحاج توفيق النبالي.
ويضف النبالي:"نحاول اليوم اعادة انعاش القرية، قمنا بافتتاح العديد من المحال التجارية، ومخبز ولدينا قاعة افراح، الوضع في تحسن ولكننا بحاجة الى دعم رسمي".
ولم يعلن عن خطة خاصة بهذه القرية او القرى المحيطة بها، الا ان عملية الانعاش الاقتصادي تسير بشكل بطيء، فالمار من هذه الشوارع في ساعات الذروة يلمس الهدوء الا من بعض الشوارع التي يلعب بها الاطفال كرة القدم دون خوف.
اغلاق المحال التجارية
كما فصلَ الجدارُ وبشكلٍ شبهِ تامّ جميعَ العلاقاتِ التجاريةِ التي كانت قائمةً بين سكانِ القرية وبين سائرِ مدنِ الضفةِ لتتغيرَ الأحوالُ على أصحابِ المهن الذين اتخذوا من هذه القريةِ مركزاً لهم لقربها من جميع الأسواق.
في بيرنبالا تجدُ اليومَ عشراتِ المصالح التجارية المغلقةِ والمبانيِّ العاليةِ تحوي طوابقَ كاملةً فارغةً ومبانٍ لم يُستكملْ بناؤها. كما وادَّت حالةُ العزل التي تعيشُها القريةُ إلى هبوطٍ كبيرٍ وساحقٍ في حجمِ البناءِ وإلى هبوطٍ أكبرَ في أسعارِ الشقق، بيعًا واستئجارًا.
"كل الامور مرتبطة ببعض التجارة مرتبطة بوجود السكان فبعد أن انخفض الاقدام على هذه المنطقة اغلقت المحال التجارية، خصوصا ان معظم اهالي القرية مغتربين وتعتمد التجارة على مستاجري هذه المنازل"، يقول مسؤول التحصيل في قرية بير نبالا رامي زيدان.
وفي أعقابِ عزلِ القريةِ قامَ قرابةُ نصفِ سكانِها بتركِها، واستُبدلَت أصواتُ الباعةِ والتجارِ بصمتٍ حكمَ على البلدة بالإعدام حكمٌ قد لا ينفذُ إن وجدَ سكانُ هذه القريةِ دعماً يساعدُهم على الصمودِ رغمَ تردي الاوضاع.
مشاريع تجارية ضخمة
وعلى الرغم من الكثير من محاولات اعادة الحياة الاقتصادية للبلدة، الا ان المصالح التجارية المغلقة تدل على مدى المفارقات بين الماضي والحاضر، مستودعات لا حصر لإعدادها، كما يوجد محطة لتعبئة الغاز مجهزة بالكامل مغلقة، الا ان اصحابها ابقوها على امل عودة الاوضاع على ما كانت عليه.