تعيش اسواق قطاع غزة هذه الايام , حالة من الانتعاش الغير مسبوق , وخاصة بعد ضخ قطر كميات من الاموال لقطاع غزة لموظفيها , عبر منحة صادقت عليها جميع الاطراف الدولية والاسرائيلية .

الاموال التي بدأت حكومة غزة بصرفها , يوم الاربعاء الماضي , جاءت في وقتها بالنسبة للمواطنين وخاصة مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد , ويليه مباشرةً عيد الاضحى المبارك , بالإضافة الى موسم قطف الزيتون .

الاسواق وفقا لمراسلنا اشبه بيوم العيد , فالأعداد مأهولة استعداداً للمدارس  , في حين ان عدداً من التجار شكك في انتعاش الاسواق حتى الآن جراء ضخ الأموال القطرية، رغم مرور اسبوع على بدء صرفها, معتبراً ان الاموال لم تأتي لتصرف في نفس اليوم , او انها كما كانو يتمنوا ستصرف في نفس اليوم.

التجار يأملون ان تٌترجم الحركة النشطة للمواطنين , لشراء ما يلزمهم , كون ان الأمال معلقة على اموال المنحة القطرية لانعاش السوق, وخاصة ان موسم المدارس وعيد الاضحى المبارك مرتبط بتلك المنحة .

المواطنين , اعتبروا ان الاموال القطرية جاءت في وقتها وفقا لأبو اسماعيل , حيث قال ان موسم المدارس , كلفني منذ ان بدأت بشراء الشنط والملابس لأولادي الخمسة 600 شيقل , كون ان الطالب بحاجة الي اكثر من بنطال , وقميص بالاضافة الي الشنطة وغيرها من المستلزمات البسيطة .

وبينت ام محمد ,وهي مدرسة بأحد المدارس ان معظم الشعب يعتبرنا , وكأننا وقعنا على كنز ولكن في الحقيقة ان الاموال جاءت نصفها سداد ديون , والباقي للمناسبات القادمة  ,كون ان الراتب الذي صرف سيكون على مدار 3 شهور , ويجب على الموظفين تقسيمها جيداً.

وأضافت , اولادي الثلاثة ينقصهم الكثير من الملابس , وليس ملابس المدارس فقط , "فلم اشتري لهم منذ اكثر من سنة أي شئ , الاموال القادمة لابد ان تصرف ولكن بعقل.

ولم يلمس التجار وفقا لحديثهم مع مراسلنا أي تغيير على القدرة الشرائية التي تعاني من ضعف شديد خلال الأسابيع الأخيرة , وخاصة بعد انتهاء عيد الفطر، رغم صرف المنحة القطرية لموظفي الحكومة السابقة في غزة، والتي تقدر بواحد وثلاثين مليون دولار أميركي , معتبراً ان هناك حركة شرائية ولكن ليس كما تمنوا.

الاموال التي ضخها مواطني حكومة غزة لم تقتصر على باعة الملابس فقط , فالعدد من المحال التجارية "السوبرماركت " قد وصفوا صرف الاموال  اشبه بالحلم , حيث انه تم "تصفير" ديون معظم المواطنين من تلك المحال , لأول مرة منذ سنوات.

ويشار الى انه بالرغم من ضخ الاموال في عدة اتجاهات الى ان عدد من المواطنين , اعرب عن امتعاضه من تلاعب الصرافين في سعر صرف الدولار  , حيث ان عدداً من التجار قام بصرفة ب3.75  مقابل الشيقل بالرغم من تواجده في السوق الدولية يوم صرف الراتب, 3.78 , مما زاد على كاهلهم .

ويشار الى ان حكومة قطر صرفت منحة من أمير قطر تميم بن حمد لقرابة 20 ألف موظف مدني، عبر فروع البريد المنتشرة في غزة, في حين تم حجب 2800 موظف مدني عن المنحة القطرية، بفعل تقارير أمنية أُرسلت للأمم المتحدة.

فلسطين اليوم