غزة- الاقتصادي-إسلام أبو الهوى-كنت أطعم أبنائي الصغار حين رن هاتف المنزل فأسرعت إليه لأتفاجأ بوجود فتاة على الطرف الآخر ادعت أنها من تونس طالبة الإجابة على عدد من الأسئلة لإجراء بحث حول قضايا اجتماعية في الوطن العربي.
وافقت على الحديث معها إلا أنها بدأت تسأل أسئلة غريبة وحساسة عن العلاقة الزوجية الحميمة فتوقفت عن الاجابة فأخبرتها بأنني لن أجيب عنها لكنها صارت تلح طالبة الاستمرار، فدعوت زوجي إلى إنهاء المكالمة وما إن سمعت صوت زوجي حتى سارعت لإنهاء المكالمة.
هذه المكالمة تعتبر نوعا من المضايقات التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني بشكل مستمر فأحيانا يتلقى المواطنون مكالمات صادرة من السنغال لأناس يتحدثون العربية ويدعون أنهم قادرون على المعالجة من الجن ومن الحسد بعد أن يوهموا من يرد عليهم أنه محسود أو مصاب بمس جنوني سيظهر عليه بعد فترة واذا تعاطى معهم الشخص يطلبون منه تحويل أموال إلى رقم حساب معين من أجل الاستمرار في علاجه، وهي طريقة لجمع الأموال من المواطنين.
وفي حوادث اخرى تحاول جهات مختلفة جمع معلومات عن طريق الهاتف او مكالمات دولية من المواطنين مستهدفة جمع معلومات عن المقاومة والأنفاق ونشطاء الفصائل والشخصيات الوطنية.
وهذا ما حذر موقع المجد الأمني الذي ينشر قضايا امنية وارشادات لتوعية المواطنين في قطاع غزة من العديد من القضايا خاصة المحاولات المستمرة لإسقاط الشبان.
ونقل الموقع عن أحد هؤلاء المواطنين قوله ان فتاة تدعى ان اسمها "أنيسة" اتصلت اليه وادعت أنها من تونس، وطلبت منه معلومات شخصية عنه وعن بيته، فيما اتسمت معظم الاسئلة بالاجتماعية الخالصة ولكن الاجابة عنها يعني الادلاء بمعلومات كبيرة عن الشخص.
وحذر موقع المجد الأمني من التعاطي مع مثل هذه الاتصالات طالبا المواطنين بالحرص والوعي وعدم الإدلاء بأي معلومات شخصية أو غير ذلك لمصدر الاتصال.
في السياق نفسه، قال المهندس بدر بدر خبير في أمن المعلومات ان هناك مكالمات دولية معلومة الرقم ومكالمة مجهولة الرقم وكلاهما الغاية منها الابتزاز المالي والاحتيال.
وتابع بدر لـ "الاقتصادي" :" المتصل يوهم الضحية بأنه يعرف او يستطيع مساعدته من التخلص من الحسد او الجن ويبدأ في العمل النفسي عليه وربما في بعض الاوقات القليلة يُصارح الضحية المتصل ببعض المعلومات الخاصة به حتى يقع في الفخ ويتم النصب عليه، مضيفا أن بعض المكالمات الدولية الاخرى تدعي أن ضحاياها ربحوا مبالغ كبيرة او بيت الاحلام أو سيارة، ففي احدى المرات اخبر المتصل الحالة انه قد ربح مليون دولار وطلب منه ارسال المعلومات البنكية الخاصة به حتى يتسنى ايداع المبلغ إلى ان جاء اليوم المحدد فطلب منه تحويل 100دولار فقط لا غير إلى رقم حساب المتصل ليتأكد من صحة معلوماته مبررا ان المبلغ كبير جدا ويخاف ان يرسل إلى شخص آخر وفعلا تم ارسال 100دولار طمعا في الحصول على المليون دولار .
وحذر بدر من التعامل مع كافة المكالمات الدولية واصفا اياها بالخطرة، لافتا إلى أن بعض المكالمات الدولية يكون الهدف منها الاسقاط في شباك العمالة.
وذكر أن المكالمات الهاتفية هي سلسلة من المحاولات المستمرة التي تقوم بها مصادر مجهولة للحصول على معلومات شخصية ومالية ولا تتوقف فقط عند المكالمات الهاتفية بل تمتد إلى رسائل البريد الالكتروني والرسائل النصية من كافة التطبيقات كالواتس اب والفايبر وغيرها.